آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 04:26 م

كتابات واقلام


ثورة شامخة منتصرة.. وقوية مثل جبالها ورجالها

الثلاثاء - 21 مارس 2017 - الساعة 06:32 م

قاسم صالح ناجي
بقلم: قاسم صالح ناجي - ارشيف الكاتب


في هذا الشهر،يكون اول عقد قد مضى على انطلاق الحراك السلمي الجنوبي 24 مارس 2007م-24مارس 2017م. كانت الضالع في مثل هذا اليوم قد دشنت بدء مرحلة انعطاف تاريخي جديد ،في مسار نضال شعب الجنوب ،كامتدادا طبيعيآ ،لما بدأت به جمعية المتقاعدين العسكريين والمدنيين الجنوبيين ،والتي فتحت بفعل المعطيات التي فرضتها على الأرض ،افقآ حقيقيآ ،امام مشروعية الحق الوطني والتأريخي لشعب الجنوب ،في ان ينتفض ويقاوم ويثور ،في وجه جبروت الأحتلال وطغيانه ،فأخذ العنفوان الثوري الجنوبي ،يعلو فوق حواجز الخوف وجدران الصمت؛؛وعلى نحو اخذ فيه المد الثوري للحراك الجنوبي السلمي ،يتصاعد ويتسع مدأه يومآ بعد آخر ،ليعم الساحة الجنوبية بأكملها ،كثورة شعبية عارمة ،لم يشهد لها الجنوب مثيلآ ،على الرغم من أساليب القمع الوحشي ،والقتل والسجون ،وفي مواجهات يومية ومباشرة مع قوات الأحتلال ..فأن ثمة خطوط حمراء ،لم تستطع ككل السلطات القمعية ،ان تطفئ وهج هذا الفعل الثوري العظيم ،خاصة وان الأيمان بعدالة القضية الجنوبية ،وبقداسة ثورتها العظيمة ،ظل وما زال قويآ لدى شعب الجنوب ،وهو طموح الأرادة الشعبية الجبارة  التواقة الى التحرير والأستقلال..وعهدآ يلبي طموح اولئك الأبطال الذين استشهدوا  من اجل انتصارها.. فلم نعد نملك شيئآ نتنازل عنه او نساوم فيه.. سنستعيد دولة الجنوب كاملة السيادة .. حيث لا يمكن لنا،ولا نملك حتى التنازل . عن نصف الدولة او ثلثها . تحت اي مسمى من مسميات المشاريع الوهمية.. ولنا وطن لا نملك حق التنازل عن ذرة من تراب الغالي..لأن شعبنا يعرف ماذا يريد،ويمسك بزمام قضيتة العادلة ، قضية ان يكون هذا الشعب او لا يكون ..ثورته قادرة على الصمود والأستمرار ،بل والحسم في اللحظات التاريخي المناسبة..ثورة ترفض فرض الأمر الواقع..ترفض طواعية الأنقياد للجهالة والأستغفال .. ثورة ولدت لتبقى شامخة منتصرة،وقوية مثل جبالها ورجالها وليس ثورة ولدت لتحمل بذرة فنائها في احشائها .وبهذه الذكرى اليوببلية الأولى لأنطلاقة الحراك الثوري الجنوبي السلمي ،ندعوا كل احرار وحرائر الجنوب ،ان يجعلوا منها مناسبة تاريخية ،وكظاهرة سياسية وجماهيرية احتشادية غير مسبوقة ،تحتضنها مدينة الضالع الأبية صباح يوم الخميس الموافق 23 مارس.. ومن هنا يرسم الجنوبيين صورة زاهية من صور التلاحم الكفاحي لشعب الجنوب ..ومشهد احتفالي مهيب ،يكون فيه الأحساس بخصوصية هذه المناسبة العظيمة واستثنائيتها ،في هذا الظرف الشاهد والمعقد والخطير.. مشهد جنوبي رائع يكون فيه الأحساس الممتلئ بالصورة الناصعة لما قدمته الضالع من عطاء وتضحية،وما سجله ابطال مقاومتها الباسلة من صمود واستبسال..ويمكن القول اذآ..ان ما حصل في الجنوب مثل قفزة تأريخية مهمة من حيث تحقيقها الخطوة الأساسية، في دحر قوات الاحتلال العفاشي الحوثي..ولكن عملية البناء،وارساء دعائم دولة المؤسسات في الجنوب،ليست بسهلة،والأمور مفتوحة على اكثر من احتمال في المرحلة المقبلة،وهذا يستدعي من الجنوبيين ان يبدأوا من اليوم بأجراء مراجعة نقدية شفافة،لسنوات مسيرة الثورة الجنوبية ،ونتائج الحرب ،ولكل الأداء والأستقطابات التي حصلت في الفترة ما بعد الأنتصار العسكري في الجنوب ،من اجل انتشال العمل الثوري من كشفت قواه المؤمنه بالتحرير والاستقلال الى بناء الشكل الجديد من العمل السياسي الجنوبي الموحد.