آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

كتابات واقلام


وجدانية مراجعة الحساب

الخميس - 23 مارس 2017 - الساعة 02:18 ص

عبدالقادر زين بن جرادي
بقلم: عبدالقادر زين بن جرادي - ارشيف الكاتب


لا بد للإنسان في فترة من الزمن أن يختلي بنفسه ويراجع حساباته لعل وعسى أن يدرك ما تبقى من عمره في عملية تصحيح حساباته ليخرج من هذه الدنيا صافي ويدخل في الحياة البرزخية بقلب سليم . أول الحسابات هي حساب الإنسان مع ربه . أمد طويل بيننا وبين عصر الوحي ومعلم الأمة الهادي المهدي صل الله عليه وسلم وعصر الراشدين المهديين من بعده رضوان الله عليهم . ودخل في الدين ما دخل من تأويل وصحيح وحسن ومشهور وضعيف وغيرها مما جعلنا نتذبذب بين ذلك وذاك نلتمس الأيسر من الأمور الربانية ونقع في الشبهات والمحظورات فالإيمان يقل من قرن إلى أخر ولكن الإنسان الذي يقف مع نفسه وقفة صادقه يلتمس فيها مرضاة الله يبعث الله له نورا يسترشد به مادامت أبواب التوبة مفتوحة ومادام الإنسان في دار العمل يسعى وروحه بين كتفيه لم ينتزعها ملك الموت فتغلق كل أبواب الرجاء حين لا تنفع كلمة يا ليتني . أما الحساب الثاني . فهو حساب الإنسان مع الأعمال التي لا تنقطع عنه أجرها حيا أو ميتا . وأبواب مجالاتها متسعة جدا من الإبتسامة إلى تشييد المنافع للناس. وأهمها بر الوالدين وتربية الأبناء التربية الحسنة والعلم وما أدراك ما العلم الذي يخلد الإنسان على مر الدهور والعصور يزداد نصعا وعطاء وأجرا كلما كان نافعا تتداوله الأجيال وتنتفع به الأمم على مر الدهور حتى يرث الله الأرض ومن عليها فيبقى أسم صاحبه حيا تردده كل لسان ودعواتهم تصل اليه ليل نهار . أما الحساب الثالث . فهو حساب العلاقات الإجتماعية وكم هو واسع أبتداء من ذات الإنسان بنفسه ومع نفسه مرورا بذوي الأرحام والجيران ورفقاء العمل والسفر والعلم بمختلف ألوانهم وألسنتهم وعقائدهم ومراتبهم وطبقاتهم وجنسهم وأعمارهم ولا تقتصر تلك العلاقات على بني أدم بل تتعدى إلى الحيوانات والأشجار وكل المخلوقات التي سخرها الله للإنسان لينتفع بها ومنها وفيها وحتى ما تصنعه يد الإنسان فأن كل ذلك أما أن تعامله وتستخدمه للخير وأما أن تعامله وتستخدمه للشر فتضر به نفسك وغيرك . كل ذلك شرع الخالق عز في علاه كيفية التعامل معها ووضح جوانب الخير والشر فيها وسخرها لتكون آيات بينات لآولي الألباب . فكل ما حوالينا لم يخلقه الله عبث فهل من مدكر ؟ حساباتنا قد تكون سليمة معافاة لمن أهتدى ورشد وصلحة نيته . وقد تكون خاطئة لمن ضل وفسدت نيته . وفي كلتا الحالتين يمر الإنسان في تمحيص من الله فأما من أهتدى فيزداد إيمانا ويقين . وأما من ضل فلن تزيده إلا ضلالة وغرور . مراجعة الحسابات يدركها من لديه قوة إيمان وعزيمة فيتلمس الأفضل حتى يبلغه . لأن حياتنا مبنيه على المحسوس والملموس . فالمحسوس وجداني لا يدرك والملموس عقلي يدرك . أللهم إهدنا واهد بنا وعافنا واعف عنا إنك على كل شي قدير وبالإجابة جدير يا من له الأسماء الحسنى والصفات العلى يا الله ،،، ✍🏻عبدالقادر زين بن جرادي