آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

كتابات واقلام


الفرق بين السبعين و العروض

الإثنين - 27 مارس 2017 - الساعة 01:48 م

احمد سعيد كرامة
بقلم: احمد سعيد كرامة - ارشيف الكاتب


حشود (الزعيم) و (السيد) ، إنهم يعشقون العبودية ويعشقون جلاديهم ، ورغم أن صنعاء وجميع محافظات شمال اليمن تعيش في ظلام دامس منذ أكثر من ثلاثة أعوام تقريباً ، ورغم الحرب و إنعدام الرواتب قرابة الخمسة أشهر ومع هذا تجد هناك من يلبي نداء زعمائهم و قادتهم بالحشد الجماهيري في أي مناسبة في ميدان السبعين بصنعاء . رغم أننا كنا قاب قوسين أو أدنى من عهد العبودية و الحكم ألسلالي والمناطقي والجهوي ورغم تلك التضحيات التي قدمها شبابنا و رجالنا و نسائنا وحتى أطفالنا الذين دفعوا ثمن لهذا النصر وهذه الحرية ولكن للاسف واقعنا اليوم بيد أناس يخدمون أسيادهم في صنعاء بطريقة أخرى ، ولا ننكر المساندة و الدعم العسكري و الإغاثي اللامحدود الذي قدم إلينا من قبل دول التحالف العربي بقيادة السعودية و بدعم لا محدود من دولة الامارات العربية المتحدة و خصوصاً في عدن و الجنوب . الفرق واضح بين شعب ميدان السبعين في صنعاء و شعب ميدان ساحة العروض في عدن فنحن المنتصرون وهم المنهزمون ، ووضعنا المعيشي و المالي و العسكري و السياسي أفضل بكثير من وضعهم حالياً ولكن هناك في السبعين حشود جماهيرية وهنا في العروض بعدن الركض خلف السراب . الفرق الذي بيننا و بينهم هو أنهم يستطيعون التأقلم و التعايش مع أوضاعهم الحالية المزرية بقدر المستطاع وقليلي التدمر و يمتلكون قيادة تجمعهم في أي وقت بسبب وجود المصداقية فيما بينهم ، في صنعاء لا كهرباء ولا ماء و لا غذاء ولا مطار ولا رواتب ولكن تجد شعب يمتلك القدرة الفريدة على التعايش مع مختلف الاوضاع . في عدن مقارنةً بصنعاء حالياً لا وجه للمقارنة إذ نعتبر أفضل حالاً ووضعاً و أمكانيات ومع هذا شعب متدمر غير صبور ومن أتفه الأسباب يصنع أزمة و مستعد أن يدخل في دوامة الحروب من أجل مصالح ضيقة و أنانية مفرطة . ساعات وليس سنوات من إنقطاع التيار الكهربائي كفيلة بأن ننقم على دول التحالف ، وقد يشتمها البعض و خصوصاً دولة الامارات العربية المتحدة التي قدمت لنا كل أنواع الدعم و المساندة اللامحدودة من الإنزال الجوي للسلاح و حتى المشاركة المباشرة في عملية تحرير عدن و الإغاثة و الأعمار و تأسيس قوات الجيش والأمن وغيرها ، مشكلتنا أننا شعب جاحد ناكر للجميل إلا من القلة القليلة ، شعب يفرط بسهولة بتضحيات الشهداء و الجرحى من أجل المناصب وبعض المكاسب ، شعب يسكت عن ظلم مسؤوليه ويدافع عنهم بشراسة من منطلق مناطقي أو حزبي أو شللي . مرت الذكرى الاولى لعاصفة الحزم مرور اللئام ولم نقدم ذلك الحضور المشرف لتلك المناسبة العظيمة واليوم نكرر نفس الخطأ في نفس المكان مع إختلاف الزمان ، رئيس الجمهورية كان من المفترض أن يقود التجهيز للفعالية و يشارك الجمهور و يلقي كلمة ولكن كعادته في المناسبات الكبرى يختفي ، رئيس الوزراء بن دغر غادر عدن قبل يومين وبطريقة مخابراتية من أجل عدم المشاركة و الحضور لذكرى عاصفة الحزم ، بينما إستمات بن دغر وبن عرب وغيرهم في إقامة فعالية الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر و تحدو الوضع الأمني و خرجوا من قلعة المعاشيق إلى قاعة الكورال بخور مكسر ولسان حالهم يقول في قلب عدن نحتفل بصنعاء ، من الكورال إلى عفاش بصنعاء نحن معاك حتى العظم وضد التحالف في عدن ، وضع مآساوي ومخجل والسكوت عنه مخزي و مذل . خروجهم في صنعاء بمئات الآلاف لا يعني الإنتصار فوضعهم لم ولن يتغير و ضروفهم لم ولن تتحسن و تلك الرسالة لا تعني دول التحالف العربي بشيء كونها ليست المرة الاولى ، فعالية ميدان السبعين تعنينا نحن فقط في عدن والجنوب و تعرينا وتفضحنا و تظهرنا للعالم بأننا شعب يفتقر للقيادات الحكيمة الناضجة و أننا نعيش دائماً و أبداً في دوامة أحلام اليقضة وعلى المشاريع الخيالية البعيدة كل البعد عن الواقع ، وبسبب مرض الانفصام بالشخصية الذي يعانيه أغلب قادتنا وعدم الاهتمام بشؤون شعبهم بل أصبحوا سبب رئيسي في معاناة شعبهم بسبب فشلهم الاداري المركب ، لقد فقدوا مصداقيتهم ولم يعد الشعب يحترمهم كالسابق ولن يلبي طلبهم بالوقوف معهم إلا فيما ندر . أيها الشعب اليمني الجنوبي أخرج للشوارع في تظاهرة شعبية كبرى رداً للجميل وقل شكرًا لدول التحالف العربي فما قدمتوه لنا سيتحدث التأريخ عنه كثيراً ، أقدم شكري و إمتناني لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية و دولة الامارات بالخصوص التي قدمت لنا كل أنواع الدعم لكي نستعيد وطن ولكن ضيعته أيادي المعاشيق ، شكرًا لدولة الكويت و جمهورية السودان وغيرها من دول التحالف المشاركة في عاصفة الحزم و إعادة الأمل . *لك الله يا وطن*