آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 10:10 م

كتابات واقلام


شدت جمال الحضارم

الأحد - 23 أبريل 2017 - الساعة 11:27 ص

محمد الموس
بقلم: محمد الموس - ارشيف الكاتب


مع الاعتذار للشاعر صاحب قصيدة (شدت جمال العوالق ليتني عولقي) فان جمال الحضارم هي من شدت الرحال، واخذت مركز (السديرة) في قافلة الجنوب العربي فيما جمال الجنوب كله لم تبرح (مباركها) رغم ان الليل داني كما قال عطر الذكر السيد حسين ابوبكر المحضار(غدر الليل والرحلة طويلة.. والحمولة على راسي ثقيلة) جمال الجنوب لم تشد الرحال بعد فيما قافلة حضرموت شرعت في عبور اولى (عقاب) رحلتها املا في ان تتبعها قوافل باقي محافظات الجنوب العربي. عشاق (التنجيم) السياسي المسكونون بعقدة المؤامرة اطلقوا العنان لخيالاتهم المحلقة بعيدا عن واقع الحال في الجنوب العربي الملئ بالطباخين، وقد قالوا في الامثال ان كثرة الطباخين يفسد الطبخة. بعضهم راى ان جامع حضرموت يهيئ لدولة حضرموت فيما البعض الاخر راى انه يشرعن لاعادة يمننة الجنوب من خلال حديث محافظ حضرموت عن مشروع الاقاليم التي خرج بها حوار الموفنبيك او ما ورد في وثائق جامع حضرموت من حديث عن حق حضرموت في ثرواتها وفي الخروج من الاتحاد اذا تضررت مصالحها. بعيدا عن كل هذا التنجيم فاننا امام حقائق فرضت على الارض بفعل الحرب، في حضرموت او باقي محافظات الجنوب، او حتى في اليمن(الشمال) من خلال بروز قوى سياسية جديدة او من خلال مغادرة مربع ان هناك اطراف مسالمة وهذا البروز سيفرض استحقاقات اخرى تتجاوز اي حوارات او اتفاقات سابقة من اي نوع كان وسيؤدي الى تفاهمات من نوع ما .. تستوعب مصالح الاطراف، ومن الذكاء والحنكة استباق التفاهمات القادمة بالاستعداد بالمرجعيات اللازمة المعبرة عن مصالح الناس وقد سبقت حضرموت في هذا باعلان مرجعيتها وهو حق لابناءها، بغض النظر عن شكل ولون ما هو قادم. فيما يخص ان حضرموت بصدد اعلان الدولة والانفصال عن الجنوب فهذا يحكمه ما هو قادم، فعندما خرج ابناء الجنوب يطالبون بدولتهم لم تكن المسالة مسالة مزاج ولكن ذلك ناتج عن معاناة وضرر بالغ اصاب مصالح الجنوب والجنوبيين في هذه الوحدة ما جعلهم يكفرون بها ويقدمون ارواحهم من اجل الاستقلال واستعادة الهوية، ويمكن اسقاط هذه المعادلة على وحدة الجنوب العربي وشكل ادارته بصورة تمنع الغبن وتضمن مصالح اطرافه لضمان وحدته. حضرموت ذاقت من ضرر الوحدة ما ذاقه الجنوب ولقواها السياسية مواقف سباقة في مطلب الاستقلال واستعادة الهوية.. ووحدة الجنوب ليست مسؤولية حضرموت وحدها ولكنها مسؤولية مشتركة تقع على عاتق كل القوى السياسية الجنوبية وكما كانت حضرموت سباقة في تشكيل مجلسها التنسيقي لقوى التحرير والاستقلال، ولم تستفد القوى الجنوبية من نجاح هذه التجربة، فقد سبقت، هذه المرة ايضا، في توحيد صفوف كل قواها بمؤتمرها الجامع. حضرموت اليوم تستحق ان تكون قاطرة الجنوب العربي بجدارة، ونحن امام خيارين.. اما ان نربط عرباتنا بهذه القاطرة وننطلق سويا او نكمل تنجيم سياسي وما جابته الاقدار حيا به. عدن 23/4/2017