آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 09:43 م

كتابات واقلام


لك الله عدن

الثلاثاء - 16 مايو 2017 - الساعة 02:59 م

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان - ارشيف الكاتب


لن نستسلم للعجز للفشل الذي دمر ويدمر مدينتنا عدن الحلم الجميل والعشق الأصيل مسقط الرأس ,الروح والنفس ,أرضعتني رمق الحياة والثقافة الإنسانية والروح المدنية والرقي والحب والتسامح والتعايش والكرامة والشهامة , حضنها أدفئني ,أرضها تشبهني ترابها مرغني , ترعرعت و تأصلت في وجداني ,نقشت شخصيتي سلوكي ثقافتي في عمق الذات , منهل علمي ومعرفتي , عشتها الم و وجع وفرحا وسعادة , هي صيام رمضان والتعبد والتراويح والتهدج وسهرة الفوازير وفرحة العيد , ماسيها صمودي , أواسيها وأدافع عنها , دمائي ترويها وامسح دموعها , لا أفارقها ولا تفارقني . اليوم تشكوا لي قلة حيلتها , عجز وفشل من دارها ويديرها , تبكي على ناسها , وشدة حرارتها وانقطاع الكهرباء فيها وغياب سبل الحياة الكريمة , تشكوا حموضة عرق الأجساد المنهكة , وأفران قاعات الامتحانات , سمفونينة المواطير المزعجة , طوابير الراتب المجهدة , انهار المجاري والروائح النتنة و وباء الكوليرا وطاعون العصر , تشكوا الإهمال والاحتقار , الاستباحة للأرض والإنسان , تشكوا السياسة والمدياسة , والفتن والكراهية , والنهب والثراء الغير قانوني على حساب عدن وأخيارها و تشكوا السطو والتسيد , جشع ونهم أقعدها , أتحتقر لهذه الدرجة ؟ بالتمثيل بالرأي بمشورة حكمها بإدارة شئونها , بنهضتها ونورها . المضحك في الأمر أنها عاصمة , وما هي بعاصمة , كم هائل من الوعود الكاذبة , وهم القائمين ,و صراع على السلطة والجاه والثروة , مينائها مستباح ومطارها محتكر , قيدوها أقعدوها لأسباب لا نعلمها في ضل غموض وغياب الحقائق , عدن يا عالم , أتعرفون عدن ,عودوا للخلف , تذكروا كيف كنتم , وكيف كانت , وبصمات أبنائها في نهضتكم , حين نقلت خبراتها وملكاتها إليكم , اليوم هي بحاجة لمد يد العون , لتعالج جروحها وتتجاوز معاناتها لتنهض وتستقيم , لتبث روح الخير كل الخير للوطن والمنطقة , لا تريد إغاثة تالفة , وليست بحاجة للصدقة , أصلحوها حطموا قيودها أطلقوا سراح ملكاتها ستنهض وينهض معها وطن وأمة ومشروع خير للمنطقة . قتلوا ولازال يقتلون قناديل عدن المضيئة , امجد عبد الرحمن , فكر مضيء وعقل متفتح ونشط فعال ارهبهم , فنحروه كما نحروا قبله كوكبة من الشباب الواعد , ترعبهم قناديل عدن و وهج عقول أبنائها , ليبقى ظلامهم الدامس يكتسح أفكار وعقول من فيها , قد نحتمل الجوع وحرمان ابسط سبل الحياة لكننا لن نحتمل و نسمح بظلام العقول ونشر العتمة والفتن والبؤس , مواقفنا ترتقي لحب وعشق هذه المدينة المعطاة , ومن يعرفها سيعرف أنها لا تنكسر , مهما حاولوا تمزيقنا بوطأة اليأس و الروح ونفس المقهورة . كانت السباقة وأريد لها أن تتخلف , وتفقد حلتها , فشل تام وإفلاس , دون اعتراف بقباحة الواقع الذي صنعوه . ستنهض عدن ,وينهض معها الوطن , لا تقبل العفن والغفن أنها عدن كبحرها حرة ترفض الموت والأجساد الميتة . لك الله يا عدن والشرفاء والأحرار والغيورين هم كثر لا يعرفون السياسة والمدياسة واللعب بالأوراق ولتنطط فوق حبال المصالح . احمد ناصر حميدان لك الله يا عدن 16 مايو، 2017