آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 04:29 ص

كتابات واقلام


مصنع الغزل و النسيج يتحول لمعسكر رئاسي

الأحد - 21 مايو 2017 - الساعة 08:42 م

احمد سعيد كرامة
بقلم: احمد سعيد كرامة - ارشيف الكاتب


حقيقة أنا مصدوم من هول هذه الفاجعة المؤلمة ، إستبشرنا خيراً بالإخوة السلفيين وقلنا أخيراً ستتحسن الاوضاع المزرية و تضبط الاختلالات و سيختفي المفسدون و ستنشق الارض وتبلعهم و سنرى الخير بعد ذلك الشر الكبير الذي أحاط بنا من كل جانب ، ولكن خاب ظننا فيمن ظننا فيهم خيراً ولم تتغير إلا أحوال الناس نحو الأسوء ووصلت إلى مستوى الحضيض ، و بإسم طاعة ولي الامر سكت المصلحون ووقفوا موقف المتفرج العاجز من الذين عاثوا في الارض و العباد فساداً و ظلما ، نعيش في مرحلة لا تشبه أي مرحلة سابقة من حيث الارتفاع الكبير و السريع لمستويات الفساد من قبل ذوّي القربى و تفشي ظاهرة الظلم و السرقة و نهب للثروات و المال العام ، كنا نقول أننا لو حكمنا أنفسنا بأنفسنا ستغدو عدن و سيغدو الجنوب في أحسن حال و سيعيش شعبنا في رفاهية و حرية و عيش كريم . أن يصمت الأخوة السلفيين عن مناصحة الرئيس و رموز السلطة وهم يشاهدون تلك القرارات الكارثية و العبثية و الفساد و نهب المال العام جهاراً نهارا من دون حسيب أو رقيب فهذه كارثة ما بعدها كارثة حلت على رؤوس العباد و البلاد . كنا نطالب مراراً و تكراراً بإخراج المعسكرات من مدينة عدن و ضواحيها رغم أن جميع تلك المعسكرات قديمة و أقيمت في عهد الاستعمار البريطاني ، اليوم و بتوجيهات من الرئيس هادي يتحول مصنع الغزل و النسيج الذي يقع في قلب مدينتي الشيخ عثمان و المنصورة المكتظتان بالسكان وبالزحام الشديد للسيارات إلى مقر رسمي للواء الثاني حرس رئاسي وبكل بساطة ، ودون مراعاة للمصلحة العامة أو الخاصة ومدى الأضرار الناتجة من هكذا قرارات إرتجالية وغير مدروسة ، لا إعتراض لدي عن المعسكر كمعسكر ولكن إعتراضي عليه من حيث موقعه الحالي في المصنع ، كنا نأمل بأن ترد المظالم و نقتص من الظالم و يعود مصنع الغزل و النسيج كما كان سابقاً بل و أحسن مما كان عليه ، لحج و أبين عاودت نشاط زراعة القطن طويل و قصير التيلة على أمل أن يعاد تشغيل مصنع الغزل و النسيج أحد أهم معالم عدن الاقتصادية . أستبشرنا خيراً عندما دخلت بعض القوات المحلية للمصنع وقلنا ستحميه من البسط و البناء العشوائي لحين تحسن الاوضاع الأمنية ولم نعلم بأن تلك القوات ستتمسك بالمصنع و سترفض الخروج منه بل تمادت و حولته لمقر دائم لمعسكر رئاسي مجاور للمراكز التجارية و الأحياء السكنية ، من يتولى قيادة الحرس الرئاسي في عدن بالضبط وهل هناك قيادة مركزية تمتلك رؤية وخبرة في هذا المجال العسكري الهام وعلى أي أساس يتم إختيار مواقع المعسكرات في عدن ، إذا نظرنا لجميع القوات و المعسكرات المتواجدة في قلب مدينة عدن سنجدها موالية و تخضع للرئيس هادي فقط ، معسكرات وقوات لا تشارك لا في القتال ولا في حماية المدينة من خلال نشر النقاط وغيرها ولا نعلم الغرض الحقيقي منها ومن تواجدها بهذا الشكل الغير طبيعي ، نفس طريقة و أسلوب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح يتبع الان في عدن . أعيدوا لعدن ما سُلب منها من مصانع و مزارع و منشاءات و موانئ وغيرها ، ولا تكونو أكثر و أكبر ممن سبقكم ظلماً و عدوانا . ً ( كُتب هذا المقال في 2017/3/17 م ) كاتب و محلل سياسي