آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 01:25 ص

كتابات واقلام


لا فلاح مع حمل السلاح

الخميس - 25 مايو 2017 - الساعة 12:41 ص

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


هل حمل وحيازة السلاح الناري في عدن العاصمة اليوم ضرورة للجميع كما كان عليه الأمر قبل ما يربو على العامين، عندما كانت المواجهات قائمة بين شباب ورجال المقاومة ومليشيات المخلوع صالح والجندرمة الامامية الحوثية في مختلف مديريات عدن؟! لا اعتقد بوجود من يدعي بقاء تلك الضرورة خصوصاً بعد تطهير عدن وغيرها من المحافظات الاخرى من تلك المليشيات والذي به تكون ضرورة ودواعي حمل وحيازة السلاح من قبل الجميع قد سقطت بسقوط الاسباب والمبررات الداعية إليه. لا شك ان مواصلة القبول والتغاضي عن حمل وحيازة السلاح من قبل الجميع لن يقود إلا إلى مهمات جديدة أهمها وفي مقدمتها الفوضى والرعب وزعزعة الاستقرار واضعاف أي توجه لبناء أمن حقيقي ولن يكون إلا بوابة لتوسيع وفرض شريعة الغاب لمن يريد أخذ حقه وحق غيره بالقوة وبالقتل إذا لزم الأمر وواقع الحال. لا بل إن تثبيت مبدأ حمل وحيازة السلاح من قبل الجميع وجعله حقاً مكتسباً لا يعاقب عليه، انما يخفي وراءه نوايا واجندات لوقف اية تطلعات أو بلوغ أية منجزات، عوضاً عن كونه يشيع سلوكات منحرفة واخلاقيات بربرية بشعة وينمي روح حب الانتقام والانفصام، باختصار يعيدنا ألف خطوة للوراء ويفقدنا القدرة على التقدم خطوة واحدة إلى الأمام. كما ان بقاء وانتشار ظاهرة حمل واقتناء السلاح من قبل الجميع لا يقتصر وحسب على اثخان المجتمع والحياة بالمظالم والانتهاكات والتعدي على حقوق وأملاك الآخرين، وإنما وهذا هو الأسوأ لا يترك هناك فارقاً بين ما انتهينا إليه وبين ما كنا عليه في الأمس القريب ان لم يفقه قبحاً وبشاعة واهداراً لحقوق الناس وعدم احترام لادميتهم وحقهم في العيش بأمن وأمان. لهذا يكون وقوفنا ضد انتشار ثقافة استمرار التسلح من قبل الجميع دليل مدنية وحضارة وسكوتنا عنه قبولاً بالسقوط وحصد مزيد من الآلام والفضاعة والدناءة والبلادة.