آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

كتابات واقلام


قراءة واقعية لغزوة البنك الاهلي

السبت - 15 يوليه 2017 - الساعة 02:08 ص

ماجد الشعيبي
بقلم: ماجد الشعيبي - ارشيف الكاتب


كل الاجتهادات التي صبت لتحليل وقائع غزوة البنك الاهلي التي نفذت في حي عبدالعزيز وان كانت منطقية فأنها ليست الحقيقة .. الحقيقة التي تعمدنا جميعا تجاهلها هي التي استثمرتها هذه المجموعة المنظمة والتي عرت الواقع السياسي والعسكري التي تشهده عدن والفراغ الذي استغلته الجهة المنفذة للقيام بتلك العملية الجريئة وان لم تتمكن من تحقيق هدفها الرئيسي وهي سرقة البنك ولكنها بشكل غير مباشر حققت أكثر من هدف بقصد وبدون قصد .. هذه الحقيقة تقودنا أولا لفهم واقعنا المساوي وسط الكثير من التجاذبات وبلغة ادق فإن هذه العملية عرت الجميع وكذبت حالة الاستقرار الذي نتغنى بها منذ أشهر طويلة والأمانة فالجميع مشارك في هذه العملية وأقصد بالجميع كل المعسكرات التي تتخذ من عدن موقعا لاستعراض قدراتها وهي أمام مجموعة صغيرة كا التي نفذت هجوم البنك وقفت عاجزة أمام إيقافها أو حتى ملاحقتها فالجميع اكتفى بالصمت وبتبادل الاتهامات حتى وإن كانت اتهامات على المستوى السفلي . حالة الاستقطاب والتجنيد في عدن تتخذ عدة أشكال ولصالح أكثر من طرف وكل هذه القوى المتصارعة تخلت عن تحمل المسؤولية الأخلاقية أمام هكذا حادثة مرت مرور الكرام ولا أعتقد أنها ستكون محل تنافس لكشف ملابساتها والجهة الحقيقة التي تقف خلفها . الحقيقة وحدها هي الغائبة عن الجميع لكن خيوط الجريمة تشير إلى حقيقة واحده وهي الفراغ الذي تعيشه عدن وهي نتيجة لإقصاء القيادات الحراكية والتي دفعت بأكثر من طرف لاستغلال حالة الانسداد سياسي بتوجيه صفعات أمنية ظهرت في البنك الأهلي الواقع في حي عبدالعزيز بعتباره الهدف الأسهل والقمع الصائغة لتلك المجموعة ومن يقف خلفها كبداية ..ولن تنتهي عند هذا الهدف فحسب ما يعني أن حوادث أخرى ستحدث في عدن طالما والأجهزة الأمنية والمعسكرات تتقاسم حماية مؤسسات الدولة على حسب موقعها الجفرافي وقربها من تلك المعسكرات وترفض تدخل إدارة أمن عدن من حماية كل المؤسسات باعتبارها من تخصصها وحدها .. حادثة مثل حادثة البنك من شأنها أن تعصف بالجميع خصوصا وهي تحمل أكثر من رسالة اهمها الاقتصادية والتي كانت قد استقرارت خلال الأشهر الماضية وستعاود التدهور بعد هذه العملية وهنا نسأل من المستفيد من إغلاق المجال الاقتصادي في العاصمة عدن وتوقفه بعد ما شهده من انتعاشه غير مسبوقة وخلال وقت قياسي ..؟ خصوصا وهذه العملية ستلقي بظلالها على الحركة التجارية والاقتصادية لميناء عدن ومؤسسةالبنك المركزي الذي تم تحويله مؤخرا إلى العاصمة عدن .. ما يجب أن يحدث حاليا على الأقل هو تحيد كل الألوية العسكرية المتواجدة في عدن والإبقاء على إدارة أمن عدن وتحميلها المسؤولية الكاملة لتضطلع بمهامها ويتم نقل بقية الألوية خارج عدن على الأقل .. وبدلا من الغوص بتفاصيل العملية والدخول في سجال لا يصب في مصلحة أحد يجب البدأ الفوري بمراجعة وتقييم أداء كل الأجهزة الأمنية والعسكرية وفصل المهام لتبقى إدارة أمن عدن هي الجهة القانونية والوحيدة المسؤولة أمام القانون وأمام المجتمع في حال حدوث أي مكروه لا قدر الله .. والمهم الآن هو إنهاء حالة الفوضى والازدواجية في المهام قبل أن تعود عدن ونعود معها جميعا إلى مربع الصفر ... #ماجدالشعيبي