آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 08:48 م

كتابات واقلام


مشروع الخطوة الذي يبدأ بألف ميل!!

الأربعاء - 26 يوليه 2017 - الساعة 12:56 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


لتعذرني كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي المرحومة أم كلثوم، وليَزِد من اعذاري كل من يعشق ويحب الفقيدة، إذا ما تعمدت هنا إنعاش ذاكرة من عاش مرحلة السبعينات والثمانينات حول ما كانت تسمى برحلة طريق أم كلثوم التي تبدأ من محطة عيشة في خورمكسر ثم النصر مروراً بالمملاح إلى الشيخ عثمان، وهو الطريق الذي ظل يطلق على مسار باصات النقل البري (التاتا) طيب الله ذكرها ولا أطال زمن غيابها، بسبب طول زمن الرحلة خصوصاً أيام المد البحري الذي يزيد من وعورة وصعوبة طريق المملاح في المضي قدماً تجاه الشيخ عثمان. إذ لم يكن أحد يتوقع انه وبعد ان تم رصف طريق المملاح الشيخ، وإعتاق أم كلثوم من اطلاق اسمها على ذلك الطريق، أن يأتي علينا زمن تحضر معه في حياتنا وفي مرحلة التسعينات وسنوات ما بعد الألفين والسبعة عشر مشاريع يتجاوز عمر البدء فيها عمر طريق أم كلثوم ذاك، لا بل ان هذا المشروع يحطم الأرقام القياسية لأكثر مشاريع الدنيا أهمية وتعقيداً من حيث عمر البدء فيها والانتهاء منها، ومازال ماضياً في تحطيم أي أرقام لأي مشاريع قادمة ليصبح جديراً بإضافة مسمى جديد إلى قاموس المصطلحات الجديدة والأجد وهو مشروع الخطوة الذي يبدأ بألف ميل.. هذا المشروع الذي يسمى مشروع طريق الجسر البحري والذي لا ندري أي عقلية جهنمية تربض خلف كواليس تنفيذه والتي جعلت سرعة الحضور في مباشرة العمل فيه اقل من سرعة الغياب عن العمل فيه، فلا هي بالتي حضرت وأنجزت هذا المشروع (الخطوة)، ولا بالتي تركته على حاله الذي لم يتغير. جهة اكتسبت خبرة في مطمطة المشاريع بتحويل الخطوة إلى ألف ميل، مستحيلة التنفيذ.