آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 11:20 م

كتابات واقلام


الصراع من أجل الحياة .. لا الحياة من أجل الصراع !

الإثنين - 07 أغسطس 2017 - الساعة 12:11 م

صالح شائف
بقلم: صالح شائف - ارشيف الكاتب


من المسلم به يقينا بأن الحياة ليست سهلة للعيش المريح للناس ولا هي مطواعة ومستجيبة لكل متطلباتهم وإحتياجاتهم المتعددة والمتنوعة والمتزايدة على الدوام ناهيك عن طموحاتهم التي ليس لها حدود والٱطماع القاتلة وغير المشروعة للبعض منهم ؛ بل صعبة وقاسية وعصية على من لا يستطيعون التكيف معها وخوض غمار العمل الشريف والكفاح والإبداع في سبيل أن ينالوا ما يتمنونه ويرغبون في الوصول إليه من رقي وتطور يلبي حاجاتهم في حياة حرة كريمة أكان ذلك على مستوى الأفراد أو المجتمعات ؛ فالحياة بكل تلاوينها وٱبعادها وفعل إيقاعها المتعدد والمتجدد على الدوام هي الوعاء الحاضن للتاريخ ومصدر صناعته وميدان ٱحداثه كلها صغيرة كانت أم كبيرة وبكل نتائجها وتفاعلاتها سلبا وإيجابا على حياة المجتمع ولا ميدان ٱخر سواها وتمثل كتاب تدوينه الفعلي الوحيد والمتعدد الصفحات والفصول ؛ وهي ٱيضا المدرسة التي لا سقف لها ولا ٱسوار كما يقال وهي كذلك حقا وفعلا لمن يريد الإستفادة والتعلم منها ومن دروسها وعبرها الغنية التي لا يمكن ٱن نتعلمها في أرقى الجامعات والأكاديميات ولا تجود بها علينا أمهات الكتب على عظمتها .. و هي صاحبة الأبواب المفتوحة أمام الجميع على تعدد رغباتهم وآمالهم وطموحاتهم المشروعة وغير المشروعة ؛ النبيلة والشريفة ؛ الشريرة والدنيئة ؛ البناءة والهدامة .. وهنا بالضبط أود التوقف أمام مضمون ودلالات كل ذلك قياسا على ما شهدناه ماضيا وما نعيشه ونشهده حاضرا وكيف يمكن لنا ٱن نحقق التقدم والتطور لمجتمعنا وتحقيق الٱهداف الوطنية النبيلة وفتح ٱبواب المستقبل ٱمام الٱجيال الجديدة وفهم ذلك في ظل التجليات والممارسات التالية التي يريد البعض منا ٱن نمر عبرها ٱو يعتقد واهما بل ومخطئا بٱنها الطريق ( الصحيح ! ) إلى ذلك وهي : --- ٱولا --- وجود المسافة الواسعة بين مضمون عدد من البرامج والرؤى والشعارات المرفوعة وطبيعة الممارسة العملية المغايرة لذلك والتناقض بين الٱقوال والٱفعال وعدم المراجعة المسؤولة ٱو التوقف ٱمام هذه الحالة الشاذة بل والمقلقة والمخيفة في العمل السياسي من قبل المعنيبن بالأمر بل والذهاب بعيدا والمكابرة بعدم وجود ما يستدعي ذلك ومن يرفع صوته منتقدا فإن تصنيفة وتوصيفة بكذا وكذا جاهزة عند البعض مع الٱسف بما في ذلك تهمة الخيانة ولكل من يوجه لهم التنبيه ٱو النصح ٱو مطالبتهم بتصحيح سلوكهم السياسي وتصويب برامجهم ورؤاهم ٱو مواقفهم المعلنة خدمة لقضية شعبهم ووطنهم.. فهل بهكذا سلوك ننشد المستقبل حقا ونعمل من ٱجله وندعي بٱن الوطن فوق الجميع والجنوب لكل ٱبنائه !! ثانيا --- هل يعقل بأن تكون مصالح الأفراد والجماعات والشلل والتي يستميتون دونها هي البوابة الرئيسية والطريق الصائب لتحقيق مصالح الوطن والشعب مهما غلفوها زورا بلباس الوطن والوطنية ومن يقف أو يعارض ذلك فهو يقف ضد مصلحة الوطن ويعرقل السير نحو المستقبل الذي ينشده ؟! ثالثا --- كيف يمكن أن يستقيم كفاحنا من أجل المستقبل مع إستحضار العصبيات المقيته وبكل عناوينها ومسمياتها الجهوية والقبلية والمناطقية وغيرها إلى ساحة الفعل لنحوله من صراع مشروع ونبيل من أجل الحياة والمستقبل الآمن والمستقر والمزدهر إلى حياة من أجل الصراع غير المبرر وغير المشروع بين أبناء الجنوب ليكون التدمير هو الهدف وهو النتبجة الحتمية ولمصلحة من ذلك ؟! وهل يحق بعد هذا ٱن يٱتي من يقول للناس بٱننا نناضل ونضحي من ٱجلكم ونقبل بكذا ونرفض كذا وكله في سبيل مستقبلكم ومستقبل ٱولادكم وٱحفادكم !!! رابعا --- ٱن السؤال الأكبر المنتصب أمام الجميع وبعض من يدعي منهم تحديدا بأنهم يصنعون ( تاريخا ) جديدا لشعبنا في الجنوب أينكم في كل هذا من التاريخ وشواهد أفعالكم لا تتسق مع منطقه ولا مع مصلحة الجنوب وشعبه في نهاية المطاف أن بقى الحال هو الحال وبقت مصالحكم الشخصية ومشاريعكم السياسية ( الخاصة ) فوق مصلحة الجنوب وشعبه !!