آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 01:02 ص

كتابات واقلام


من لم يكن مع نفسه .. فلن يكون غيره بديلا عنه !

الأحد - 13 أغسطس 2017 - الساعة 02:28 م

صالح شائف
بقلم: صالح شائف - ارشيف الكاتب


من الطبيعي بل والمنطقي عندما لا نثق بٱنفسنا وبقدراتنا الوطنية ومرتكزاتنا الإقتصادية والإجتماعية والتاريخية ولا نستثمر كل هذا جيدا ؛ فٱننا نضع كل ذلك بل ومستقبلنا رهينة عند غيرنا ؛ ٱيا كان هذا الغير شقيقا ٱم صديقا ؛ وننتظر منهم إنقاذ وطننا وشعبنا بل ومن المفارقات العجيبة بأننا نحن من طلب ونطلب منهم ذلك وفي نفس الوقت يحملهم البعض منا وبقسوة سؤ الأحوال ومسؤولية التقصير فيما نحن فيه وهو ٱساسا من صنع ٱيدينا وخيبتنا في إدارة شؤوننا وٱمور بلدنا وعجزنا المعيب عن إنتاج الحلول المناسبة وفي الأوقات المناسبة لكل ؛ ذلك الٱمر الذي جعل المشاكل تتراكم على تعددها حتى وصلت الٱمور إلى ما وصلت إليه اليوم ؛ والحديث هنا عن الجنوب تحديدا ! وموقف كهذا بالتٱكيد يجانبه الصواب وإلى حد كبير بل ويقفز فوق الخطوط التي ٱستقرت ورسمت ولو مؤقتا حدود وطبيعة الٱوضاع المعاشة والحقائق الماثلة اليوم والواقعة تحت تٱثير وإيقاع الفعل المتعدد النغمات بتعدد الٱطراف التي تعزف بٱلحانها السياسية على مسرح الساحة الجنوبية المفتوحة ٱمام كل فرق الهواة والمحترفين معا ؛ وفي وقت واحد الهادئة منها والصاخبة .. بل ويتماهى آو يقترب من مواقف قوى وأطراف معروفة بعدائها للجنوب وقضيته الوطنية العادلة والمشروعة حقا وتاريخا وهوية بل ولا يعترف ٱصحاب هذه المواقف بحق الجنوبيين في كل ذلك وهم بهكذا مواقف يضعون ٱنفسهم في مواجهة مباشرة مع إرادة الشعب في الجنوب ويتجاهلون في نفس الوقت وبغباء لا يحسدون عليه لكل شواهد وتجليات الواقع الحي القائم في الجنوب اليوم وفي اليمن عموما بل وفي المنطقة كلها وما تشهده من إرهاصات ومقدمات لتحولات دراماتيكية مذهلة ونهايات كبرى منتظرة ستتغير معها خرائط وتتبدل فيها ٱنظمة ! الٱمر الذي يتطلب ممن يتماهون --- ولو بشكل أقل حدة من الجنوبيين مع هؤلاء --- ٱن يعيدوا النظر في رؤيتهم للٱمور وبمسؤولية وطنية بعيدا عن ٱية حسابات آنية بل وهو مالا ينبغي لنا جميعا ٱن نفعله بحق الجنوب الٱرض والتاريخ والإنسان وبحق من يقفون معنا في هذه الظروف الإستثنائية مهما كانت ملاحظاتنا ورأينا فيما قدم لنا ومالم يقدم ؛ فبقدر نهوضنا ووحدتنا المتينة قيادة وقرارا ومرجعية وطنية ؛ يحترمنا الغير ويثمر تعاوننا معهم أكثر فأكثر اليوم وغدا وفي المستقبل الممتد وعلى قاعدة الإحترام المتبادل و الندية الكاملة والمصالح المشتركة وهي كثيرة وواعدة بكل الخير لنا ولهم .. ومن جانب أخر فأن من نحن بحاجة لتعاونهم اليوم معنا فٱنهم سيحتاجون بالغد لتعاوننا معهم ؛ ومن هو اليوم في موقع المقتدر فٱنه قد لا يكون بالغد كذلك ؛ وهكذا هي الحياة ٱشبه بخشبة مسرح كبير يتبادل فيها الممثلون ٱدوارهم وحسب الفصول المكتوبة ؛ وهو هنا التاريخ الذي لا يتوقف عند فصل محدد بذاته لٱن حركته متجددة ومتغيرة على الدوام وإن لم يكن كذلك لما كانت الحياة كما نعرفها ولما كان التاريخ تاريخا كما تعلمناه وعرفنا عظمة فعله على مر المراحل والعصور وفي تاريخ كل المجتمعات والشعوب !