آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


التصحيح الآلي وسنترال فنلندا

السبت - 19 أغسطس 2017 - الساعة 01:02 ص

د. سالمين الجفري
بقلم: د. سالمين الجفري - ارشيف الكاتب


وُلِدت دولةٌ صغيرةٌ وفقيرة تسمى "إستونيا"! عندما تفكك الاتحاد السوفييتي كانت "إستونيا" عبارة عن مدينة عتيقة وهي العاصمة "تالين" محاطة بقرى وبلدات يقطنها فلاحون وصيادون فقراء . تعاطفت "فنلندا" الدولة المجاورة مع جارتها الدولة الوليدة الفقيرة ، وقررت إهداءها "سنترال" الهاتف القديم الذي تخلت عنه وهي تتحول إلى نظام الاتصالات الرقمي، وفوجئت الحكومة الفنلندية برفض الهدية بلطف ، وكان مما جاء في خطاب الشكر من الاستونيين ما فحواه : أن دولتنا الوليدة لن تستخدم نظام الهاتف الثابت مطلقاً، فنحن دولة شابة، يقودها شباب سيشبُّون عن الطوق وفي أيديهم أجهزة ذكية، ونظم اتصال رقمية، وروبوتات إستونية. خرج ثلاثة من الشباب الإستونيين وطوروا نظام "سكايب" المعروف، والذي اشترته منهم شركة "ميكروسوفت" بثمانية مليارات من الدولارات. تذكرت هذه الواقعة عند تدشين نظام التصحيح الآلي في جامعة عدن والذي يعتبر قفزة نوعية في المجال الاكاديمي. وهي ربما خطوة أولية لتعميم هذا النظام في جميع مراحل التعليم الاكاديمي و في جميع كليات الجامعة التي تستطيع الاستفادة من هذا النظام المبتكر الذي يوفر الوقت والجهد. و لعله لاحقا يعمم هذا النظام في امتحانات الثانوية العامة والإعدادية با اعتبار أن الخبرات المتواجدة في جامعة عدن والتي دشنت هذا النظام تستطيع استنساخ مثيلا له في التعليم الثانوي والمتوسط. حقيقة الأمر أن هذا النظام معمول به في أغلب بلاد العالم و كان مشروع تطبيق هذا النظام موجود لسنوات في ادراج رئاسات الجامعة المتعاقبة. حقيقة الأمر لا نعلم الأسباب تأخير تطبيقه ربما كان هناك مخاوف من الأخطاء التقنية المصاحبة لأي مشروع جديد أو لاحتمال عدم مقدرة الطلاب على التعامل معه . عموما أيا كانت الأسباب فقد قدر الله أن يرى هذا المشروع النور على يد قرار شجاع اتخذته رئاسة جامعة عدن الحالية فلا مجال للتسويف اذا أردنا الرقي بالتعليم الجامعي ولا بد من هكذا قرارات لمواكبة عجلة التطور. كما أن هذا النظام لا يمنع حق الطلاب ممن يرغبون بفتح ملفاتهم لاعادة التصحيح الآلي وهنا ننوه أيضاً أنه مع أي عملية جديدة لا بد أن يصحبها عملية تقييم ومراجعة ودراسات مقارنة بين النظام السابق والجديد لتدارك أي عوامل قصور وتصحيحها . بكل صدق أشد علي يدي زملائي وأساتذتي ورئاسة جامعة عدن ممن ستكتب لهم الذاكره الاكاديمية قصب السبق في هذه النقلة وأحمد الله أن الاستونيون لم يقبلوا السنترال الفنلندي و الا ما كنا عرفنا نظام سكايب و ظلت استونيا تستخدم الهاتف الأسود ذا القرص الدوار ! والله من وراء القصد