آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 03:22 م

كتابات واقلام


الجنوب بين نحن قاومنا.. وليست حربنا

الأحد - 20 أغسطس 2017 - الساعة 06:37 م

احمد حرمل
بقلم: احمد حرمل - ارشيف الكاتب


خلال الأعوام الماضية ويالتحديد منذ انطلاق الحراك عام 2007 عانى الجنوب أو بالأصح عانى الحراك من تيارين التيار الأول : هو تيار لا يعنينا أصحاب هذا التيار نستطيع أن نصفه بتيار العدمية السياسية فهذا التيار لم يستطع أن يستوعب التداخل القائم بين الشمال والجنوب وتاثير الأوضاع في أحدهما على الآخر بديل أن سيطرة الحوثيين على صنعاء انتهى بهم إلى السيطرة على عدن. شعار لا يعنينا معناها ليس لنا علاقة بكل ما يجري في الشمال وهذا أدى إلى تمرير الكثير من الأمور وباياد جنوبية وعلى وجه الخصوص تلك التي اخترق بها عفاش وعلي محسن الاحمر مكونات الحراك التيار الثاني : هو تيار مش وقته يعني ليس لنا علاقة بكل ما يجري في الجنوب فاصحاب هذا التيار يجيدون التعطيل ولا يجيدون إنتاج الحلول وظلو يقفو ضد اي تقارب بين القوى الجنوبية وبين تيار لا يعنينا وتيار مش وقته ظل الحراك بكل فصائله ومكوناته محلك سر . واليوم يعاني الجنوب من تيارين التيار الأول: هو تيار نحن قاومنا وقاتلنا متخذين من هذا الشعار وسيلة للإضرار بالجنوب وشعبه من خلال ارتكابهم أعمال عبثية تسيئ إلى قيم المقاومة هؤلاء لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب وكل يوم تتكشف أوراقهم وتفضح تورطهم في اعمال الفوضى والاخلالات الامنية التي تشهدها عدن ولم يعد شعار نحن قاومنا وقاتلنا جواز مرور لتغطية سلوكهم الهادف إلى إثارة الفتنة ومحاولة تمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي وعلى وجه الخصوص في عدن التيار الثاني : هو تيار ليست حربنا أصحاب هذا التيار لا يخجلون من موقفهم السلبي من حرب غزو الجنوب الثاني الذي شنته مليشيات الحوثي وحليفها عفاش في مارس 2015 بل تعدو ذلك إلى التقليل من أهمية الانتصار الذي حققته المقاومة الجنوبية في جبهات القتال وتجاوز التضحيات الغالية والجسيمة التي قدمها شعب الجنوب بمختلف فئاته وشرائحه من اجل تحقيق ذلك الانتصار العظيم الذي توج بطرد الغزاة من أراضي الجنوب ولذا فهم لا يريدون أن يستوعبو الواقع الجديد الذي تشكل بعد عاصفة الحزم ويحاولو قدر الإمكان إعادة إنتاج أنفسهم من خلال القيام بفعاليات احتجاجية لا ترتقي إلى مستوى العمل النضالي ليس هذا فحسب بل يريدو إرجاع الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل عاصفة الحزم غير مدركين بأن عاصفة الحزم حدث تاريخي وان الأوضاع ما بعد عاصفة الحزم تختلف عن الأوضاع ما قبلها وان اي عودة لمكونات ما قبل عاصفة الحزم وعقلية ما قبل عاصفة الحزم وقيادات ما قبل عاصفة الحزم وصراعات ما قبل عاصفة الحزم وخطابى ما قبل عاصفة الحزم يمثل انتكاسة حقيقة للقضية الجنوبية وتفريط بالانتصار الذي تحقق بجمامج الشهداء ودماء الجرحى وتخلي واضح وصريح عن الدرب الذي سارو عليه.