آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

كتابات واقلام


مكارثية الألفية الثالثة

الثلاثاء - 22 أغسطس 2017 - الساعة 04:49 م

د. سالمين الجفري
بقلم: د. سالمين الجفري - ارشيف الكاتب


مصطلح المكارثية ينسب إلى جوزيف مكارثي عضو الكونجرس الجمهوري عن ولاية وسكنسن الأمريكية . أصبح مكارثي من أشهر الشخصيات العامة في فترة بلغت فيها شكوك المعادين للشيوعية أوجها لتأثرهم بالتوترات الناتجة عن الحرب الباردة وقد ذاعت شهرته نتيجة ادعائه بدون دليل أن هناك عدد كبير من الشيوعيين والجواسيس السوفيت والمتعاطفين معهم داخل الحكومة الفيدرالية الأمريكية وفي النهاية أدي نهجه إلى ضعف مصداقيته وتعنيفه رسمياً بواسطة مجلس الشيوخ الأمريكي وقد ظهرمصطلح المكارثية عام 1950 في إشارة إلى ممارسات مكارثي وتم استخدام هذا المصطلح بعد ذلك للتعبير عن الإرهاب الثقافي الموجة ضد المثقفين. بعبارة أخرى فإن المكارثية هي نهج فكري يعتمد على أبشع صور القطيعة مع المخالف واتهامه بالخيانة. على مايبدو أن الخلفية القانونية والقضائية لجوزيف مكارثي لم تشفع في تقييم نهج الاتهام لديه رغم أنه كان أصغر قاضي في محكمة الاستئناف في ولاية (وسكنسن) انذاك قبل فوزه في انتخابات مجلس الشيوخ لذا يظهر أن نهج الاتهام بالخيانة للمخالفين ليس لغرض قضائي بقدر ماهو للإرهاب الفكري والتشهير الإعلامي والنبذ الاجتماعي للمخالف. مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي أصبح هذا النهج سمه عامه بين المختلفين في الروئ والأفكار في مجتمعنا بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية ومستواهم العلمي والأكاديمي إلا من رحم الله. لسؤ الحظ أصبح لدينا في الجنوب كما هائلاً من التراشق المكارثي على كل المستويات وبمختلف الوسائل وبشتى اللهجات واللكنات ولو أن هناك أندية احترافية في المكارثية لبعناهم أفضل المحترفين وباابخس الاسعار لوفرتهم ولو أن هناك مؤشر كمؤشر (داوجونز) مثلا لقياس تبادل تهم الخيانة على صفحات الميديا لحطمنا أرقام البورصة العالمية . خلاصة القول اتهامك للآخرين بالخيانة لا يزيد من وطنيتك ومحاولتك لتشويه الآخرين لاتزيد نصاعة صورتك ومن نافلة القول ان الوطنية الحقيقية لا تتجلى بالهتافات أو بالشعارات بقدر ما تتجلى عند الفرد أو الجماعة أو الحزب عندما تتغلب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والمناطقية والحزبية يقول الله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) [سورة هود : 118] .والله من وراء القصد ...