آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 03:58 م

كتابات واقلام


المجلس الانتقالي..سفينة العودة أرجوكم لا تغرقوها..!

الأربعاء - 06 سبتمبر 2017 - الساعة 11:34 م

عدنان الاعجم
بقلم: عدنان الاعجم - ارشيف الكاتب


من حق أي جنوبي أن ينتقد المجلس الانتقالي؛ ولكن السؤال الكبير هو: لماذا الإصرار على دفن المجلس الانتقالي عبر حملة إعلامية تم تسخير كل الإمكانيات لها؟!! ولماذا لا يقوم بعض الجنوبيين بعرض رؤية تسهم في تطوير شكل المجلس الانتقالي، وسد الثغرات التي واكبت تأسيسه؟، وهذا العمل سيلاقي قبول من الشارع الجنوبي المؤيد للمجلس الانتقالي وليس بالضرورة أن نتفق على كل الأشياء، فهذه ليست إلا مرحلة عبور مؤقتة، ويجب علينا إن لم نساعدها فلا نساهم في إغراقها وإغراقنا جميعًا، والذين يتخوفون على شرعية هادي، نقول لهم: ليس هناك مبرر لهذا التخوف فلا أحد ضد شرعية الرئيس هادي، ولكن بالمقابل هناك أطراف في الشرعية على عداء مع الجنوب وهذا أمر لا يمكن أن ينكره أحد، وتلك القوى وعبر التستر بشرعية هادي تحاول قتل أي مشروع جنوبي، وتعمل ليل نهار على إبقاء الجنوب مشتت الأفكار والمشاريع ومقسم إلى كنتونات - ثم دعونا نتكلم بلغة الأرقام عاصفة الحزم انتصرت جنوباً بفضل الله والمقاومة الجنوبية وبمساندة دول التحالف، والانتصار الذي تحقق شمالا هو أيضا على أيادي القوات الجنوبية في الساحل الغربي - وفي شمال اليمن لا يزال الانقلابيين يسيطرون على معظم المساحات الجغرافية هناك وفي حالة اي تسوية سياسية تكون على قاعدة الربح والخسارة التحالف والشرعية عند دخولهم في اي تسوية سياسية ستكون ورقةالجنوب والساحل هي منطلق الحوار مع الانقلابيين بينماالانقلابيين لديهم ورقة استمرار سيطرتهم على العاصمة صنعاء وبقية المناطق الشمالية، ومن هنا تحاول تلك القوى في الشرعية على عدم وجود أي ممثل للجنوب في الحوارات القادمة بل وسحقه وتهشيمه تمامًا، وذلك لأن نظرتهم ليست مؤقتة وآنية ولا على ما بين أياديهم، بل على ما ليس بأيديهم، وكلهم سينقلبون في مشروع واحد يتفقون عليه كما اتفقوا سابقاً، ولأن ذلك سيقلب الطاولة ويضعهم في موقف حرج للغاية، وبالتالي فإن دفاعنا عن المجلس الانتقالي ليس ضد أشخاص أو مع أشخاص أو لتلميع فلان أو علان، أو من أجل حصول أعضاء المجلس على مناصب بل من أجل حق وطني مشروع، سفكت الدماء وذهب أنبل الرجال في سبيله، وهنا لا مهادة ولا حياد، ولا ينبغي لجنوبي ذلك، وإن اختلفت رؤانا وأطروحاتنا، فستظل في سقف البيت الجنوبي الواحد كما يديرون خلافاتهم في البيت الشمالي الواحد، والدليل على أن تلك القوى تريد مواصلة الاستئثار بالقرار الجنوبي لا يزال الإصلاح والمؤتمر يتقاسمان السلطة الشرعية والطرف الجنوبي المنتصر يعملون على إدخاله في أتون صراعات وفتنة من أجل تمرير كل مشاريعهم المعروفة لأولي الألباب من الجنوبيين، إن من يناضل من أجل قضية شعب ووطن لن يدخل في أي حسابات ضيقة، ومن يناضل من أجل منصب لن يؤثر على إرادة شعب في تحقيق أهداف قضيته العادلة، ومن يدافع عن السلطة فعليه أن يعلم أن السلطة لا تستمر طويلًا، وينبغي على كل الجنوبيين أن ينزعوا المشاريع الخاصة ويختلفوا ويتفقوا على مشروع الوطن، بعد استعادته، وأن يفرقوا بين (الثابت) و(المتغير)، بين (الدائم) و(الباقي) للأجيال من بعدنا، بعيدا عن شخصنة المسألة، نختلف في الأشياء الثانوية أما الأهداف الكبرى فلا خلاف عليها، وإذن فالخلاف بيننا مهما بلغ مبلغاً يعد ظاهرة صحية جدا، ثم إنه لا يعقل أن الأيادي التي حققت الانتصار هي نفسها الأيادي التي تريد تقديم الانتصار إلى نفس القوى التي انتصرت عليك او من بذلت الغالي والنفيس في سبيل هزيمة انتصارك نفسيا ومعنويا وأخلاقيا.. كما لا يفوتني هنا التنبيه، لشيئين مهمين وخطيرين، ولن يشفع للمجلس الانتقالي القفز عليهما، وهذين الشيئين هما، أن يبادر المجلس الانتقالي الجنوبي، بسحب البساط وأن يتصرف كما يليق به كحامل للقضية الوطنية العادلة، بأن يقوم بدعوة كل المختلفين معه من الجنوبيين وأن يجلس معهم، حتى يكونوا أمام الجميع ولتتضح الرؤى وليطرح كل ما عنده وليصل الجميع إلى توافق يلجم كل الأفواه ويكشف كل الأقنعة ويسقط كل المشاريع المبيتة والأعذار الواهية، قولوا كل ما عندكم وليكن الوطن نصب أعينكم وقولوا البدائل لكل ما لا ترونه مناسباً، ولنكن مسؤولون لا نفارق ونبتعد لأدنى خلاف في الرأي، ليكن الوطن فوق كل مصالحكم، وهكذا سيظهر الوطني من غير الوطني، وسيبين الفجر من الظلام، وأما أن نسلم في تشكيل كيانات أخرى جديدة فهذه دعوة للفوضى والجميع يعرف ذلك وأهدافها، وهكذا سنستمر إلى يوم القيامة ونحن نشكل مجالس للعفن، لذلك كملوا وتكاملوا بدلا من تحطيم بعضكم البعض وبدلا من أن يستفيد الآخر الذي يتربص بكم ويقعد لكم كل مقعد، كما أن على المجلس الانتقالي أيضاً إعلاميا بأن يبدأ بعمل مشروع خاص به، كإطلاق إذاعة محلية تخصه، وكذا تلفزيونا، وأن يبدأ بالحشد الإعلامي، بدلاً من حالة تفريق الحشود المؤازرة له، لابد من سياسسات نوعية، تقوم بعمليات استثنائية لمواكبة حربهم الكونية ضد هذا المجلس الناشئ، لا تضيعوا ولا تسمحوا لأحد بأن يضيع مشاريع سنوات من الجهد والعناء، كونوا جاهزين، وقوموا بتحسين قنوات تواصلكم الجماهيرية، لقد بدأ اليأس يدب بين الناس، من يفقد الإعلام يفقد كل شيء، هنالك شبكات إعلامية توجه ضدكم، وأنتم كجنوبيين لم تنشؤوا شبكة تصارعهم، لديكم شعب جبار، وقضية عادلة، فقط تحتاجون أن تستنهظوا الهمم وتنادونهم وقت الحاجة، وكذا تنادون شبابكم وإعلامييكم الذين بدؤوا يتسربون من تحت أيديكم، والوطني منهم وقت اللحظة الفاصلة سيستجيب لخيارة أمتنا الجنوبية، وإننا لن نفرط بذرة رمل واحدة من أرضنا وليفهمها القاصي والداني، والجنوب يتسع لكل الجنوبيين، ضمن هدفنا الموحد، لا عبر مشاريع البعض المؤقتة.. وبالله الحول والطول..