آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 10:20 م

كتابات واقلام


إقليم جنوبي .. إقليم شمالي

السبت - 07 أكتوبر 2017 - الساعة 11:34 ص

احمد سعيد كرامة
بقلم: احمد سعيد كرامة - ارشيف الكاتب


لن يعود شمال اليمن كالشمال سابقا فقد تغيرت الأرض و الإنسان وكذلك جنوب اليمن أيضآ , السبب يعود للحكم الاستبدادي العائلي الظالم للرئيس المخلوع صالح , كان يتفاخر أمام وسائل الإعلام بأنه شبه فترة حكمه بالرقص على رؤوس الثعابين , اليوم صارت تلك الثعابين تطارده في كل مكان لتلدغه وتقتله ولم يعد يبحث سوى عن مخرج و مهرب من تلك الثعابين والنار التي أشعلها و أحرقته حتى كاد يقتل محروقا أو ملدوغا . في ظل المزاج العالمي الحالي الرافض لمشاريع الإنفصال في أي بقعة من بقاع العالم , علينا أن نعيش الواقع كجنوبيين ونؤجل مشروع الإنفصال حتى تتهيأ الظروف لذلك , خيار الإقليمين لم يعد هو الخيار الجنوبي حاليا كما كان سابقا , فعمليا جماعة الحوثي تكرس ذلك الخيار على الأرض من خلال مشاريع التوطين لأنصارها بالعاصمة صنعاء وغيرها من المناطق التي تشعر بأن نفوذها ضعيف , تغيير المناهج الدراسية من قبل وزير تربية الحوثة يحي بدرالدين الحوثي هي عملية أخطر بكثير من الحرب القائمة و الأزمات المتلاحقة , لن تعود صنعاء كصنعاء سابقا ولن يبقى فيها غير الحوثة أو المتحوثين أو الفئة المسحوقة دائما . التمسك بخيار الستة الأقاليم من قبل الرئيس الشرعي هادي و نائبه علي محسن هو من أجل إطالة أمد الحرب لا غير , فالكل يعلم بأن أحد أهم أسباب إطالة أمد الحرب هو خوف إقليم آزال الذي يضم صنعاء و ذمار و صعدة و عمران من مشروع الأقاليم الستة الذي وضع تلك المحافظات الفقيرة بالموارد و الثروات و المنافذ البحرية بسلة واحدة قابلة للانفجار و الاقتتال الداخلي فيما بينها بأي لحظة , تلك المناطق هي حاضنة المذهب الزيدي وحاليا الفكر الشيعي الرافضي المتمثل بالحوثة , هم يقاتلون ليس حبا بالوحدة بل حبا بالبقاء على قيد الحياة , وسيظلون يقاتلون حتى أخر رجل فيهم لانهم يعلمون خطورة مشروع الأقاليم الستة عليهم . ولهذا على الرئيس الشرعي إعادة مراجعة مشروع الأقاليم من ستة إلى إثنين فقط وهو حل يرضي الطرفان حاليآ وسينهي الحرب الدائرة , سيأتي المشروع الانفصالي هذه المرة من الشمال على غير المعتاد و المتصور , لان حاكم صنعاء الإنفصالي عبدالملك الحوثي و ليس صالح الوحدوي هذه المرة , الحوثي يركز على مشروعه السلالي الطائفي فقط , ويبحث عن الحفاظ والتمسك بمناطق حاضنته الإجتماعية و الطائفية ولا يريد المغامرة مرة أخرى بالدخول للمناطق السنية الرافضة بشدة لتواجده بمناطقهم وقد وعى ذلك الدرس الأليم سابقا , دخوله لتلك المناطق مرة أخرى سيدخله بحروب إستنزاف طويلة الأمد و سيبعده عن هدفه بنشر أفكاره ونهجه وتنظيم جماعته . أما نحن كيمنيين جنوبيين علينا عدم تفويت هذه الفرصة الذهبية الثمينة والتي لن تعوض مرة أخرى على الإطلاق , وجدنا أخيرا دعما إقليميا و إهتمام دولي يجب التمسك به بشدة وعدم التفريط به حتى لو دعت الحاجة بأن نكون أكثر مرونة وواقعية هذه المرة . لنتعلم من تجاربنا الفاشلة السابقة ولنتوقف عن تكرارها الممل , ولنرضى بخيار الإقليمين حاليآ لحين إستكمال بناء الدولة و الجيش و الأمن و إدارة ثرواتنا و مواردنا بصورة صحيحة و عملية , والتخلص من الفاسدين ورجال الدولة العميقة عبيد عفاش من الجنوبيين الذين سرقوا منا جنوبنا و ثرواتنا و مقدراتنا , وسرقوا منا فرحة ونشوة الإنتصار ورد الإعتبار لكرامتنا , هناك من يحب أن يظل شعار الإنفصال مجرد شعارا وللأبد , ليخدم مصالحه الشخصية فقط , وهناك وطنيين سيقولون دولة إتحادية من إقليمين حتى تتوفر أركان و شروط الإنفصال التام ولو بعد عشر سنوات , إخواني الاعزاء مستقبل الأجيال الحالية والقادمة بين أيديكم فأنتم اليوم صانعيه , إما مستقبل مشرق وواعد أو مستقبل مجهول وضائع . * كاتب و محلل سياسي