آخر تحديث :الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - 11:41 ص

كتابات واقلام


الجنوب بيئتنا ولن نهلك في التكيف مع البيئة كما هلك الضفدع

السبت - 28 أكتوبر 2017 - الساعة 10:45 ص

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


إن لدى الضفدع قابلية على التكيف مع البيئة فيستطيع ان يبقى لفترة معينة في بيئة حارة ترتفع حرارتها تدريجيا فيتكيف جسمه مع ارتفاع درجة الحرارة الى مستوى لايحتمله كائن آخر ، وللتأكد نجرى هذه التجربة لمعرفة مدى قابلية جسم الضفدع على التكيف مع البيئة الحارة ، نضع الضفدع في وعاء به ماء دافئ ونرفع درجة حرارة الماء في الوعاء تدريجيا وببطئ يلاحظ ان حركة الضفدع في الماء لاتتغير لمجرد الارتفاع التدريجي لحرارة الماء مايؤكد حقيقة قدرة الضفدع على التكيف مع البيئة الحارة والا كانت تغيرت حركته وحاول القفز من الوعاء هروبا من ارتفاع درجة حرارة الماء.اما بقاؤه مستقرا في الوعاء فيؤكد على ان الضفدع يبذل جهدا ويستنزف طاقة اضافية ليتكيف مع ارتفاع درجة الحرارة ولانها طاقة مضافة فهي تنهك جسم الضفدع عند مستوى معين. حينها يعجز عن بذل اي جهد لانقاذ نفسه والقفز من الماء الحار ، ولو استثمر طاقته في القفز لنجا لكن الطاقة ضاعت في جهد مضاف للتكيف مع بيئة جديدة ليست بيئته ، فعجز عن القفز من الماء الحار فمات فيه ، فكان التكيف مع البيئة الحارة قد اهلك الضفدع وقتله ، ما يبين ان الكائن الحي ايا كان نوعه ومزاياه له بيئة خاصة به لاتناسبه غيرها وان اي قدرات اضافية. لديه هي للاستخدام الطارئ وليس الدائم وهذا ما نأخذه درسا من قصة الضفدع الذي اراد ان يتكيف بشكل دائم مع البيئة الحارة فاهلكته وقتلته ، وهكذا هم البشر كل في بيئته وطبيعته والتكيف مع البيئة الجديدة هي عبارة عن طاقة مضافة سيبذلها الانسان تستنزف من طاقته المخزونة الداخلية سيصل الى حد معين ويهلك بسبب الاجهاد الداخلي في التكيف مع البيئة الجديدة التي ستأخذ من صفاته وطاقاته وتستبدلها بصفات وطاقات اخرى غير طبيعية تستنزفه من الداخل فتغير فيه الكثير من الخصائص والمميزات الذاتية وتفقده النسخة الاصلية التي كان يمتلكها فيتلون بلون ليس لونه ولهجة ليست لهجته وطباع بشرية ليست طباعه ويستمر هذا التغيير تدريجيا وببطئ حتى تختفي معالمه الحقيقية وصورته الاصلية واسمه ووطنه وعائلته فيتحول الى انسان آخر متكيف مع البيئة الجديدة التي قتلت الضفدع وقتلت معها الهوية والانتماء. والشخصية المستقلة والكيان الخاص بالانسان فلان ابن فلان من منطقة كذا تاريخه تراثه عاداته تقاليده سلوكه طبائعه لهجته فقدها كلها وصار شخصا آخر غير نفسه لانه حل محل الضفدع وتطبع وتكيف مع البيئة الجديدة ورضي بها لتحل بديلا عن بيئته الطبيعية التاريخية والجغرافية والهوية والانتماء. والاسم والصنف والوجه واللسان لقد مات كل ذلك وقتل كما قتل الضفدع في البركة الحارة التي بذل جهدا في التكيف معها حتى قتلته فلنعد سريعا الى بيئتنا الطبيعية ووطننا الاصلي فالتجربة فاشلة والنتيجة معروفة سلفا سنهلك اذا بقينا فيها كما هلك الضفدع. نحن في الجنوب بيئتنا