آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


ثرثرة محموم في زمن ثلجي

السبت - 04 نوفمبر 2017 - الساعة 11:33 م

عبدالجبار ثابت الشهابي
بقلم: عبدالجبار ثابت الشهابي - ارشيف الكاتب


نحن نريد تعليما يدفع بنا، ويرفعنا إلى القمر، والمريخ، وربما غدا نريد إلى زحل، والمشتري، مثلنا مثل كل الدول والشعوب المتقدمة، ونريد كذلك ألا تكون هناك أنظمة ولا قوانين ضابطة للتعليم، وللعلاقة بين الطالب ومدرسه الجائع، المدعس في الأصل، لأننا ببساطة قبائل ما نقبل الدنية، وبالتالي لا نريد أي إججراءات عقابية ضد ابنائنا، ولو صغرت، ولاسيما إذا كان لنا منصب وجاه، او كان لنا سند قبلي رفيع، او مناطقي، او حزبي، الحق حق يا جماعة.. البشر ليسوا سواء، و... نريد أن يحصل ابناؤنا ، وهذا الأفضل طبعا على شهادات أساسية، ثم ثانوية، ثم جامعية، وهم نائمون على الفرشان، لا داعي لأن نتعبهم، لماذا التعب؟! هم أذكياء، وان يتم بالتالي امتحانهم دون رقابة، هل يعني ما بيننا ثقة؟! وكيف سنبني الوطن بدون ثقة؟! ويستحب ان يتم ذلك باستدعاء اصدقاء من أهل الاختصاص، و..(ماحد يكلم سعد طبعا.. عيب!!) وياويل من يرى في ذلك خطأ، او يضع رأسه قرين رؤوسنا، او يفكر في اتخاذ اجراءات، نحن لسنا ضعفاء، سنسكب الدم إلى الركب اذا اقتضت الحاجة، وسامحونا اذا أهنا كرامة المدرسة في لحظة غضب، ولطمنا مدرسيها، ومسحنا بكرامة التربية والتعليم في الوحل.. المسامح كريم، و.. اولا وأخيرا نحن مستعدون كذلك لكل شيء، حتى لاستدعاء قواتنا، وكلنا قادة، ومناضلون من أجل الوطن!! وعندنا رجال من الأبطال الصناديد.. ما نخاف، ولا نهاب الموت!! هذا مرادنا، لكن مشكلة الجيل اليوم؛ انه يواجه بعدم تفهم أفكاره الجديدة، البناءة، وطموحاته، وآماله، بل أصبح هذا الجيل يعاني من تزمت البعض، واصرارهم على إفشاله، وعدم منحه الفرصة في الحياة الكريمة.. بمعنى ان هؤلاء المتخلفين لا يروق لهم ان يحصل أبناؤنا كمواطنين شرفاء، واولاد مناضلين، ومسؤولين كباش( عفوا اقصد كبار) على الشهادات الجامعية العليا بامتياز، ويحصلون بمقتضاها على الوظائف المناسبة.. مثلا مدير شركة..مؤسسة.. نائب وزير.. لم نقل الواحد منهم يتخرج على طول رئيسا للوطن، او رئيس وزراء، او حتى وزير.. ابناؤنا متواضعون، وآمالهم بسيطة كبساطة ابناء مناضلي ومسؤولي هذه الايام.. لاشيء نطالب به خارج الانظمة والقوانين.. مع أنها معرقلة، ومحبطة للطموحات العادلة لاولادنا المطحونين بالذهاب والاياب الى المدارس والكليات.. المشكلة العظمى التى تواجه ابناءنا اليوم ان شهاداتهم الرفيعة لا تعجب حتى الأجانب، حتى الأجانب وجامعاتهم تصوروا ضع علامة سؤال وتعجب على شهادة كل خريج يصل اليهم للدراسة او للعمل.. بل يخضعون المتقدمين لامتحانات شديدة عندهم، وكأن وثائقهم الرسمية لا تعني شيئا، ولا حتى الأموال التي دفعها البعض من حر اموالهم الحلال للحصول على هذه الشهادات الرفيعة التي اشتروها من الخبراء في دول الخليج، وبكل إكليشات جامعاتنا.. كأنها ليست شهادات.. والله باطل!! وخصوصا عندما نرى اولادنا يفشلون في امتحاناتهم دون اعتبار من تلك الجامعات لشهادات الجامعات الوطنية والأهلية. لكن.. يبقى العيب في الأول والأخير على مدرسينا الذين نشروا كثيرا من الدعايات الرجعية والإمبريالية، وتناقلها المثرثرون على مواقع التواصل الاجتماعي.. بمعنى.. يعني: ما الذي سيضر لو ولي امر مثلا صفع مدرسا في وجهه لأنه مثلا امتنع عن السماح لولده بنقل (شوية) معلومات من كتاب مدرسى لا راح ولا جاء، وإلا أهان كرامة الادارة المدرسية التي هي ايضا تجرأت على ابنائنا.. يا ناس قدروا!! الولد يوجع، ونحن كلنا هدفنا واحد هو بناء الجيل المتسلح بالعلم والمعرفة!!.. يا ناس هؤلاء اولاد مناضلين اشاوس، وكبار مسؤولين.. ما الذي سيحصل لو حلوا الامتحان مثلا بعيدا عن الضوضاء، والازعاج، وعلى سياراتهم، وعلى الأقل بعيدا عن الزحام، والحر في الفصول الدراسية، وبعيدا عن العيون الحاسدة.. ألسنا كلنا نخدم الوطن، وقصدنا تنميته وتطويره؟!! هذا فقط غيض من فيض.. ما بالكم بالغلب، والقهر الساحق من مدارس وكليات التعليم الأهلي.. هؤلاء أكلوا أموالنا، وامتصوا دماءنا ، ومع ذلك لا يريدون ان يقدموا حتى قليل من التواضع.. بمعنى.. كما تقولون.. يعني ولد طائش بداية شبة حصل انه صفع مدير المدرسة.. يا ناس الولد محروق.. قدروا!! كيف ان والده المسكين يغدو من الصباح يذبح رقاب الناس، ويطعن قلوبهم ليوفر لهذا الولد حياة كريمة، ومستقبلا معقولا.. هذا الوالد يدفع دم قلبه للمدرسه، وهذا المدير يأتي يرفض تقديم ادنى مستوى من التعاون، والعرفان بالجميل!! .. وبصراحة اقول لكم : الهموم كثيرة، وكبيرة، لكن الله يعين هذا الجيل،ويعيننا على تحمل عنت واستبداد وتزمت الادارات المختلفة التي تتعامل دون مراعاة للانسان، وكأن الحياة لن تسير إلا بالنصوص والقوانين المحبطة لأصحاب الهمم والعزائم العالية، وذوي الآمال والطموحات الكبيرة الذين يسهرون الليالي مساكين مع نكد توم وجيري، وبعضهم مع آخر المسلسلات العاطفية المدبلجة التركية والغربية بهدف الاطلاع الثقافي الرفيع على تفاصيل الحياة، والعلاقات بين الشباب والشابات، وأقرب الوسائل والطرق للوصول إلى قلوب بنات جدتنا حواء عليها السلام.