آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


عدن ..

الأحد - 26 نوفمبر 2017 - الساعة 03:33 م

جسار مكاوي المحامي
بقلم: جسار مكاوي المحامي - ارشيف الكاتب


بسم الله الرحمن الرحيم. .والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. .ونستغفر الله العظيم.. سأبدأ حديثي بالقول ..(اللهم أزل الغمة ). نعم ..غمة كبرى وشدة لم نعرف لها مثيلا في عدن، فقد تجمعت في عدن من داخلها وخارجها كل اوساخ ونفايات العالم وحتى مصالحه وأصبحت عدن مجرد وعاء أو مقلب نفايات لكل من أراد القيام بفعل مناف لكل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية..اقولها بصدق اننا في عدن مجرد صفر على الشمال من تلك الارقام التي تلفنا كل دقيقة ولحظة في حياتنا ..وان الأفضل من فينا هو من أفرد لنفسه مكانا واستطاع الوصول وبكل السبل إلى مبتغاه ..فأمن نفسه ومن حوله في حلقة ضيقة حتى هو لا يستطيع أن يوسعها . نرى أمامنا أمورا وحوادث نهارا جهارا ونمسي ونحن في خوف من الغد الذي سيأتي ..إننا في عدن في مدينة يقال عنها محررة ولكنها بالتأكيد لم تعد آمنة ..وان كان النزر اليسير من النور قد جنح إليها في بعض الأحيان فقط حتى نبقى مستيقظين ومتأهبين لاستقبال الصفعة القادمة ..لم ننعم بخيرات مدينتنا وتركنا نتاج اشجارها لغيرنا الذي قدم إلينا وفي ظل كل المراحل بقوته ورجاله ايا كان المنطقة التي أتى منها. غدونا أسرى لظروف حياتنا المفروضة علينا وتنوعت طرقهم معنا لعيش طريق هم رسموه وخطوه لنا..لم نفد ولم نستفيد وهو قصور منا ..وهي حقيقة يجب أن نعترف بها ..بخلاف ما واجهناه سنينا ومنينا في عدن ..نخبنا منكفئة على نفسها وتحافظ على مابين يديها بسكون ..وتقبلت العيش هكذا..وأما ما دون ذلك فبقينا في وضع التناحر المستمر بيننا البين. لم ولن تعود الذكرى وهو واقع يجب الاعتراف به ..علينا الاعتماد على أنفسنا والبداية من جديد ..مالم فلن ينظر إلينا أحد. .لأن القوي يريد من يحمي مصالحه ويغذيها ويؤمنها من أي اعتداء ..سياسة قاسية تقوم على القوة ومد النفوذ والأرباح لا غير ..إذا ما نحن فاعلون؟ ستظل الأزمات في عدن وعدن فقط.. لأنها وعاء الأوساخ وفيها ينتج الربح الفاسد والوسخ. كنت احلم مثل اقراني منذ نهاية الثانوية العامة ..كنت احلم وأريد مستقبل أفضل لي واولادي .. أقول لابائنا ..ناضلتم وصبرتم على كل أذى وتحملتم الكثير ..واعذروني لقول هذا ..لقد كان الثمن باهظا جدا واستلمناه نحن بدلا عنكم..اثرتم البقاء في عدن وغيركم يحكموها فحكموا عليكم وعلينا ..وإلى الان نحن واياكم نتجرع الألم والذل والهوان وفي عدن وبين أباء واخوة لنا..قبلتم بالقليل فصار القليل حجة عليكم ..قبلتم بالسكون والسكوت فصار أن اسكتوكم سنينا. الفساد و ظلاله تحوم بيننا منذ صغرنا حتى أصبحنا ما نحن عليه اليوم.والعجيب الغريب والمميت بالنسبة لكل شريف ويداه لم تتلطخ بدماء غيره أننا مكسورون لأننا لم نسفك دم أحد بالباطل ولا بحق ..تسامحنا أكثر من غيرنا فأصبح التسامح لجاما على افواهنا. اعذروني ابائي فقد يكون حديثي قاسيا نحوكم ولكنها الحقيقة والواقع الذي أصبح هو من يمثلنا لا أحلامنا التي عشتم وأصبح أبناءكم يتذوقونها. . لله درك يا عدن كم كنت متسامحة وكم ستظلين ..اعفيك من حبك لي فلم أكن متحملا مثلك ويصعب أن اكون لم تغادر فينا صغيرة ولا كبيرة ،فغادرناك سريعا ..سامحيني أيتها الجميلة فحبك كلفني الكثير ..كنت وستظلين الجوهرة ..ونحن فحاميك للأسف وليس غيرنا..ترفعت عن صغائرنا واثقلناك بهمومنا القاتلة ..اللهم كن عونا لها فقد خذلناها جميعنا. المحامي/جسارمكاوي. نوفمبر 2017م.