آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 01:25 ص

كتابات واقلام


الحديدة طوقها الرجال

السبت - 16 ديسمبر 2017 - الساعة 07:49 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


* الحديدة جوهرة البحر الأحمر.. مدينة البساطة، والسماحة، والانفتاح، والنقاء. * مدينة لا تهتم بالسؤال عن القادم إليها، عن المنبع والمذهب والانتماء، مقدمة له كل أسباب المكوث، والبقاء.. تفرح به.. تخالطه.. تسأل عنه، تعينه على أن يصبح معها ومنها. * مدينة لا تحسد ولا تبخل.. ولا تتكدر أو تغضب، وكالسماء والبحر لا يكتنفها غموض أو نفور، تسعد بالجوار، وتحتفي به. * مدينة الحديدة مدينة تنظم علاقاتها منذ الأزل قوانين العمل.. بحرها وأسواقها ووديانها، لكل مجال منها نظمه وعاداته وتقاليده، لا تختصم ولا تريق أو تهدر دماً لاختلاف في القناعة أو المذهب، مساجدها واحدة وللجميع، وكذا أسواقها وحقولها وأراضيها. * لذا كان التسلط والاستئثار والنهب والسيطرة والمصادرة والاستعباد سلوكاً غريباً عنها، مذموماً فيها ممقوتاً، سلوكاً اختطته الامامة وكرسته القبيلة، وعادت تعلن سيادته وتعمق قبائحه وفجاجته الإمامة بصورتها العصرية الايرانية التي انسلت من بين المتغيرات والمسميات الشكلية التي ابقت عليها تنشد مجد الامامة القبلية العصبوية، مجددة نزعاتها الإلحاقية الثأراتية على كل المدن اليمنية، وبينها مدينة الحديدة تحديداً..هذه المدينة بامتداداتها الثقافية والأدبية والمدنية الانسانية الخصبة؛ لكي تعود كما ارادت الامامة والقبيلة الطفيلية، ملكاً لها يقضى فيها بما تريد، تملك بحرها والبر، وتستفرد بخيراته لها، تحكمها وتتحكم فيها متناسية أو متغافلة رفض انسان هذه المدينة لهكذا وجود وهكذا نوازع وهكذا ادعاءات واعتقادات. * هل نسيت.. أم تناست هذه الامامة الاستشراسية اليوم وهي تعيد انتاج نفسها بشكل بغيض؟! * هل نسيت.. أم هل تناست هذه الامامة المتأخرة غضبة الحليم إذا غضب؟!، فاقدمت تبيح البحر والرمل والمقدرات للسلب والمصادرة. * هل نسيت أم تناست ماذا واجه أجدادها، بدءاً من الامام يحيى، من الزرانيق يوم ثاروا؟! * ها هم قادمون لا لكي ينتقموا، لان الانتقام ليس من طبعهم وإنما قادمون ومعهم كل أبناء الوطن ليعيدوا الأمور إلى نصابها، قادمون ليحقوا الحق، وليعيدوا لهذه المدينة بسمتها.. روحها وعظمتها.. قادمون ليعيدوا رسم وجه الوطن بنبلهم، لا بصفاقتكم وغيكم. * الحديدة ما هيش صنعاء وا عبده. * الحديدة طوقها الرجال لا (القبيلة وا عبده).