آخر تحديث :الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - 11:26 م

كتابات واقلام


لا للسلاح في عدن

الإثنين - 08 يناير 2018 - الساعة 07:02 م

عبدالجبار ثابت الشهابي
بقلم: عبدالجبار ثابت الشهابي - ارشيف الكاتب


السلاح شر.. قد لا يقتل هدفا معاديا فحسب، بل قد يقتل صاحبه، أو أعز الناس عند من يحمله؛ إن لم يكن هناك عقل يحكم هذا السلاح، ومعرفة جيدة في استخدامه، ومخافة لله، ولهذا نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم المسلم عن توجيه السلاح، أو النار عموما إلى إخيه المسلم، وقال عليه الصلاة والسلام:(إذا التقى المسلمان بسلاحيهما؛ فالقاتل والمقتول في النار) أو كما قال عليه الصلاة والسلام. أقول هذا؛ ليس فيمن اقتتلوا نصرة لحمية جاهلية، او لداع حزبي، اومذهبي، ولكن في من وزعت لهم الأسلحة دون مقاييس، ولا معايير، ولا فحوصات نفسية، ومعرفة فكرية؛ فصارت أصوات الأسلحة تمزق سكون الليل، وتزعج، بل ترعب الأطفال، والشيوخ، والنساء، بداع، وبغير داع. والمخيف الأشد اليوم؛ أننا صرنا نرى في شوارعنا شبانا، وكثيرين من الفوضويين الطائشين يحملون الأسلحة ، ويتمازحون بشحنها، وتوجيهها إلى بعضهم البعض، وكأنها لعب في أيدي صبية، بل أنني قبل بضعة أيام وجدت شابين يتمازحان، أحدهما معه برتقالة يقرش غلافها، ويجري هاربا، والآخر يتبعه، ويوجه سلاحه المشحون إليه، ويقول له: قف.. قف!! لا لشيء إلا لينتزع منه حظا من البرتقالة!! وغيرهما، وجدت شبانا في عصرية اليوم نفسه يشحن بعضهم أسلحتهم، ويوجهونها على بعضهم البعض. ولهذا كثرت الإصابات، وربما حوادث القتل المؤسفة، من هذا النموذج، ومن أشد منه، ويروي لي من أثق به (قريب لأحد الطائشين) أن هذا الطائش الذي منح قطعة سلاح ليدافع عن وطنه؛ قد اتفق اتفاقا جنائيا مع غيره، واستأجروا سيارة لأحد الشباب، ثم غدروا به عند أحواض الملح في المملاح، وقتلوه، ورموا بجثته في حوض من الأحواض، قرب ساحل ابين.. كل هذا الجرم الشنيع طبعا لا لينافسوا على زعامة، ولا سلطة، ولكن ليسرقوا سيارة الشاب المسكين الذي يبدو أنه كان واثقا بهم، وربما كانوا اولاد حارة واحدة!! إن الحوادث من هذا النموذج لا عد لها، وما ذلك إلا لأن السلاح قد صار مباحا لمن هب ودب، ولأصحاب الجاه، دون مراعاة لآهلية الآدمي لحمل السلاح، ويكفي أن أحدهم يقتل صاحب صنعة أصلح له سيارته، لا لذنب؛ إلا لأنه طالب بأجرته، وأنه كما قال القاتل لا يستحق شيئا، لأنه دحباشي حسب تعبيره، وغيره يقتل بائعا لخلاف على مئتي ريال!! لذلك نقول: عدن لم تجد خيرا منذ استشرى فيها السلاح، وانتشر فيها المسلحون..عدن بلدة السلام، ومدينة المحبة والإخاء من قديم الزمان.. عاشت وعاش فيها الجميع دون فوارق.. دون تمييز، ولا مناطقية.. ارفعوا الأسلحة!! نريد ان نعود إلى دولة النظام والقانون، وكرامة الإنسان.. نريد ان نعيش بسلام.