آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 05:30 م

كتابات واقلام


ضجيج هويات

الأربعاء - 23 ديسمبر 2015 - الساعة 09:09 م

حبيب سروري
بقلم: حبيب سروري - ارشيف الكاتب


في عدن الكوسموبوليتية، أيام زمان، لم يعر أحدٌ أي اهتمام لِموقع ولادة هذا أو ذاك. بعد ١٩٩٤، صار جذر الشر هذا السؤال الذي أرساه عمداً نظام طائر الخراب صالح: من شيخك؟ أنت من فين؟... اليوم ضجيج هويات مرضي أعمى يطم كل اليمن شمالاً وجنوباً: زيدي، شافعي، مجوسي، حوثي، جنوبي، شمالي، لغلغي… وأم الجنْ تأخذ من وقع في هذا الفخ وتعجنْ… وأم الجن تأخذ من يستخدم هذه المصطلحات وتعجن. لعلي في مقال في ٢٠٠٩ عن « الانفصال الحميد » قلت ما معناه: يحق لجنوب اليمن، بعد كارثة حرب ١٩٩٤، (والأبشع: غزو مليشيات الحوثي والمخلوع في ٢٠١٥) تقرير المصير: وحدة يمنية جديدة لا علاقة لها بهذه، أو الانفصال إذا أراد أغلب الناس فيها ذلك، لكن ليس لفصل الإنسان عن الإنسان، وليس لاستبدال عقلية المخلوع والحوثي وسلوكهما بعقلية عرقية طائفية مناطقية. ولكن لفصل مشروع مدني تنويري، عن مشروع طائفي ظلامي. أي: لعودة عدَن كما كانت عليه سابقا: مدينة الجميع بدون النظر لموقع ولادة هذا أو ذاك. أكره شخصيا وأرفض أي تلويح بأي هوية عرقية جغرافية طائفية وأي تفاهات من هذا النوع. تلخصني هذه الكلمات التي لا أدري أين كتبتها: ((أحبُّ "يَمَنِي" رغم جورِها وقحطِها وتدحرجِ تاريخِها من سيىءٍ إلى أسوأ. أحبُّها كثيراً. أمّا عدَن فأنا هي، وهي أنا. أحملُها معي كما يحمل المرء قلبَه.)) الإمضاء: البروفيسور: حبيب عبدالرب سروري