آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 01:25 ص

كتابات واقلام


هوس الوحدة اليمنية وطقوسها خلف الجبل باتجاه البحر

الإثنين - 15 يناير 2018 - الساعة 09:22 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


من المساحة الجغرافية للجمهورية اليمنية الوهمية والتي تقدرر ب٥٥٥ الف كيلو متر مربع ممتدة الاطراف بين المحافظات المتداخلة والمتنوعة المناخ والبيئة والمواقف لم تجد السلطة الشرعية غير بقعة صغيرة خلف الجبل باتجاه البحر في عدن لتمارس فيها طقوس الوحدة اليمنية بمعزل عن التعايش البشري الحقيقي للسكان الاصليين لمدينة عدن وما حولها الذين اعطتهم السلطة المهووسة بالوحدة اليمنية ظهرها واتخذت البقعة الخلفية للمدينة موقعا محصنا لاشباع غريزتها بحلم دولة الجمهورية الكبرى واليمن الاتحادية ، غير مدركة بان السكان المحليين للمدينة قد نصبوا اعلامهم فوق البنايات التي يمتلكونها ملكا نظيفا وحرا وموثقا بالتاريخ والاخلاق والقيم . لقد تجاهل المهووسون بالوحدة اليمنية قدرة السكان المحليين على التمييز بين الواقع والوهم ويدركون ان الطقوس الوحدوية التي تمارس خلف الجبل لايستوعبها او يتجاوب معها اهل المدينة ومن حولها وان المهووسون بتلك الطقوس الوحدوية يموتون خجلا ويتوارون عن الانظار ويخفون بيارق الهوس وراياتها خلف الستائر وفي ثنايا الابتسامات المغلفة بلون الجبل والبحر عند زيارة البعض من السكان المحليين للمعزل المخفي وراء الجبل ، حالة مرضية اصابت الوحدويين اليمنيين بهوس الجنوب وعدن وصل بهم الى ان يمارسوا طقوس الوحدة اليمنية خلف جبل هو اصغر موقع في عدن والجنوب وتمارس فيه اكبر عملية سياسية وهمية في اليمن والمنطقة باكملها والبشر الخارجين من الحرب الاخيرة مغتسلين من الدماء والغبار والوحدة اليمنية ومجمعين ذكرياتها الحزينة والمؤلمة في صفائح من الحديد والرصاص الذائب في قوالب الامل بعودة حميدة لدولة الجنوب الجديدة لكن المقيمين خلف الجبل تتجمع بقاياهم في البقعة التي صارت قبلة الوحدة وحائط مبكاها . هذه البقعة هي قبلة الزائرين الفضائيين الذين ينزلون من على سلم الطائرة ليلا ليختلسوا الاقامة في عدن على حين غفلة من اهلها من اجل تدشين طقس من طقوس الوحدة اليمنية خلف الجبل بزيارة للقادة والوزراء والنواب والوفود المؤمنة بلاهوت الوحدة اليمنية ، انها حالة غير طبيعية للمهووسين بالوحدة اليمنية الخارجين عن الطبيعة السوية للبشر في تناقض مع التاريخ والجغرافيا فالبشر كلهم في المدينة ومن حولها يؤدون ترانيم العشق الجنوبي وشعائر الحلم بعودة الدولة الجنوبية الجديدة منتظرين ساعة الصفر لاعلان الاحتفال الكبير بالعيد الوطني الجنوبي الثاني راجين الله العلي القدير ان يمكنهم من ارضهم وخيرهم وثرواتهم التي نهبت تحت غطاء القرابين المقدمة لطقوس الوحدة اليمنية التي لازال سدنتها يعصرون نبيذها من خيرات الجنوب وثرواته حتى اليوم مستغفلين العقل الجنوبي ومستهينين باليقظة والحرص والحكمة وسعة الصدر لدى السكان المحليين .