آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 11:28 ص

كتابات واقلام


قوم صالح والتغريد بعيداً !!

الخميس - 18 يناير 2018 - الساعة 12:30 م

محمد علي محسن
بقلم: محمد علي محسن - ارشيف الكاتب


غاية احمد وطارق والقوسي وسواهم من الاقارب والاتباع ،هي العودة الى صنعاء ،العاصمة التي لا يتخيلوها من دون سيطرتهم ونفوذهم ، فمن يسيطر على صنعاء بمتناوله حكم اليمن ، وهؤلاء طامحون في استعادة ما يظنوه حقاً وملكاً لهم ، ومن يعتقد انهم سيحاربون الميليشيات الحوثية المنقلبة على السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي وحكومته ، أظنه يعيش وهماً كبيراً ، أو أنه غبياً وساذجاً لا يفقه شيئاً من تعقيدات الحالة اليمنية . تعويل الحكومة المبالغ فيه ، على الجنرالين احمد وطارق ، اعده كمن يزرع الريح فيحصد العاصفة ، ، وينطبق الأمر ايضا على اعلام دول التحالف ، ففي الحالتين سمعنا جعجعة صاخبة مزعجة دونما نرى طحيناً في واقع المواجهة السياسية أو العسكرية . فبرغم هول ما حدث ، مازال اقارب واتباع صالح مغردون خارج سرب السلطة الشرعية ، بل وأكثر من ذلك ، اجدهم أقرب لقوى لانقلاب في صنعاء من المقاومة والجيش الوطني ، المحسوبين على السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي وحكومته . دعونا ، نسمي الامور بمسمياتها، بدلاً من تزييف الحقائق ، فبحسب علمي انه وحتى اللحظة الراهنة لم يصدر من هؤلاء الذين اغدقت عليهم الحكومة واعلامها ببيانات الترحيب والاشادة ، ما يوحي أو يؤكد بانهم مع السلطة الشرعية وضد الانقلاب الغاشم ، فجل تصرفاتهم ، لا تشي بغير انهم ماضون في استعادة سلطانهم المفقود ، وفي هذه الحالة يصير الرئيس هادي وحكومته ليس الَّا سلطة مغتصبة وسالبة لما يظنوه حقاً وملكاً لهم . مأساة هذه البلاد الحقيقية في غلبة العاطفة على العقل ، فاغتيال الحوثيين لحليفهم صالح ، مطلع الشهر المنصرم ، افقدنا القدرة على التركيز والسيطرة على عاطفتنا الجياشة حيال ما حدث ، فلا أحد منا تذكر مثلاً : كيف ان الرئيس الأسبق ظل متمسكاً بموقفه الرافض للسلطة الشرعية وللدولة الفيدرالية وللمقاومة والجيش الوطني ؟ فمن وجهة نظره هذه المسميات بلا مشروعية تضاهي مشروعية مجلس يحيى الراعي . وهو يعلن تمرده المزعوم على حلفائه الانقلابيين ، ظل مراوغاً ومخاتلاً ومخادعاً ، لا أذكر انه تحدث بشيء جديد يستحق كل هذه الحفاوة ، فعلى العكس بقي على عناده وغروره هوسه بالسلطة ودونما يصدر منه موقفاً مشرفاً منحازاً لليمنيين الذين خذلهم وضللهم وسرق منهم احلامهم وآمالهم طوال حكمه الذي دام عقود نيفت الاربعة . شخصياً ، لا اعول على اقارب واتباع صالح ، فهم في المحصلة جزءاً من تركة ثقيلة ، انهم لا يختلفون عن سيف الاسلام القذافي وجمال مبارك والعدلي وليلى الطرابلسي ، فجميع هؤلاء حكموا واستبدوا وعبثوا ، وكل هؤلاء قمعوا وقتلوا وحاربوا وعادوا ثورة ما سمي بالربيع العربي ، فهل من العقل والمنطق ان يكونون حملة لراية التحرير واقامة الدولة الحديثة بمضامينها العادلة ؟. دعكم من العاطفة التي اخذتنا زمناً بعيداً عن الدولة الوطنية الجامعة لكل مواطنيها ودونما تمايز او احتقار او اضطهاد او اقصاء ، لنتحدث بشفافية ولنسأل : هل اقارب واتباع صالح اعلنوا انحيازهم للسلطة الشرعية وللدولة الاتحادية الفيدرالية ولمضامين مؤتمر الحوار الوطني ؟ اذا كانت الاجابة : لا ، فعلام كل هذه الحفاوة؟ . المصيبة ان هنالك من تجاوز مسألة دعوة قوم صالح بالانضمام الى تحالف قوى الشرعية ، اذ سمعنا البعض يطلب من الحكومة الشرعية بالتحرك دبلوماسياً ولأجل رفع العقوبات عن الجنرال احمد ،ودونما اعتبار ان الشخص هنا من القيادات العسكرية المتسببة في كارثة الحرب القائمة ، وكذا من ضمن اسماء قليلة صدرت بحقها عقوبة دولية ومن اعلى هيئة اممية " مجلس الامن " ، ما يعني ان الحكومة اليمنية تمد يدها لقائد متمرد على السلطة الشرعية . لا اعتقد ان المسألة شخصية او لها صلة بتحالفات الضرورة ، فعلى العكس من ذلك ، اذ مطالبة او تحالف من هذا القبيل يمكنه نسف القرار الدولي 2216 وافراغه من مضامينه القانونية ، وانني اعجب كيف ستطلب السلطة الشرعية عودة قائد متمرد صدر بحقه عقوبة دولية وفي قرار دولي تعتبره السلطة الشرعية واحد من اهم وابرز ثلاث مرجعيات لحل الازمة ووقف الحرب في البلاد . ربما عد البعض موقفي هذا رفضاً لكل اشكال التسامح والتصالح مع اقارب واتباع صالح ، والحق انني لست ضد فكرة التسامي فوق الآم واوجاع وضغائن الأمس وأياً كان نوعها ، لكنني هنا فقط ارفض كل محاولات الاستغفال أو الاستهبال أو التضليل ، فالدولة اليمنية الحديثة ماضية ولن يوقفها احمد أو يحيى أو المؤتمر أو الحوثي أو أياً كان .. محمد علي محسن