آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 11:57 ص

كتابات واقلام


سوء التغذية + طفح المجاري= (بــــــــــلاوي)

السبت - 24 فبراير 2018 - الساعة 01:06 ص

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


لم تقتصر معاناتنا ومعاناة أطفالنا وكبار السن منا على سوء التغذية الذي طال كل خلية في أجسامنا بسبب خلو موائدنا من كل أنواع البروتينات والدهون والألياف، واقتصارها على وجبة واحدة متماثلة طيلة أوقات اليوم مكونة من (روتي، خبز، شاي) أو (رز مع صانونة هواء). وجبات تعجل وتعمق صلتك بالعيادات، والمستشفيات والأطباء بكل تخصصاتهم، إن لم تتجاوزها، وتتفوق على قدراتها التشخيصية، والعلاجية. سوء تغذية يموّله ويبقي عليه ارتفاع الأسعار المحموم، مع تدني مستويات القدرة الشرائية، والهبوط المتسارع لقيمة الريال أمام الدولار والجمود المستفحل للرواتب. مصائب عجاف، تنهك الجسم وتصيبه بالهزال، وتفقد أجساد الكبار قبل الصغار القدرة على مقاومة الأمراض، التي أصبح سوقها متوفراً ورائجاً في الشوارع وأركان المنازل والأسواق الحافلة باستمرار طفح المجاري، وتراكم أكوام القمامة ومخلفات المنازل والمطاعم، والتي تحولت إلى مزارع لتوالد الذباب والبعوض وتكاثر مختلف الحشرات والزواحف. مصائب زاحفة وطائرة، مبشرة بأتعس المواسم تظهر معها وفيها أوبئة غريبة متجددة.. تصيب المواطن وتستهدفه وتأتي على ما تبقى فيه من شعور بالمواطنة . سوء تغذية، وطفح مجارٍ ومزبلة، تجعل الحياة مرة وحرجة وغير محتملة .. لاحتوائها على أكثر من معضلة .. إذا تحاشيت الوقوع في الأولى، واستعنت للتغلب على الثانية .. أحاطت بك وأدركتك الآخرة. وعاد في الحكاية أكثر من مصيدة .. تتربص بنا، تهدد أجيالنا الحاضرة واللاحقة .. بالخواء، والقصور والزنبلة .. مفاجع متكاتفة متضامنة.. الخلاص منها ينتظر حصول معجزة، تتنزل من السماء، تصلح أحوالنا المتفسخة .. تنقذ الإنسان وتعيد للحياة طعمها ولونها وأوقاتها المبهجة.