آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 05:00 م

كتابات واقلام


دعوة للتصالح مع العشوائيات!!

الخميس - 22 مارس 2018 - الساعة 01:22 ص

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


ثبت لي بالملموس من خلال متابعاتي المتواضعة، واستماعاتي المتفرقة، واطلاعاتي العابرة، أن من يقف في الغالب الأعم خلف السطو على الأراضي وتشجيع وازدهار البناء العشوائي هم من ذوي الوزن الثقيل اي من الذين يعود لهم (الربط والخرش)!! ويبدو هذا جلياً من خلال معايشتنا لكثير من أعمال البسط والبناء العشوائي التي لا تهتز ولا تتضرر من حملات إزالة البناء العشوائي التي يتم تنفيذها بين فترة وأخرى، والتي اعتدنا أن تتوجه مباشرة إلى ما سهل أمره وخف مكان صاحبه فيدمر ما بنى من حوش أو كشك او سقيفة لتنسحب هذه الحملات المكلفة بإزالة لبناء العشوائي دون أن تقترب أو تدنو أو تدين البناء العشوائي الذي يتسم بالخطورة والمبالغة ، هذا البناء العشوائي والسطو الجبار على أماكن حساسة ومهمة وذات تأثير مخيف ومفجع على سلامة اي تحول أو تخطيط عمراني حقيقي مستقبلاً. هذا النوع من البناء العشوائي المدعوم والمعزز بكثير من أوجه الفعل النافذ في هذه الأيام لهو البناء العشوائي المدمر الذي يجب استهدافه. وطالما أن عملية استهدافه ومواجهته أكثر من مستحيلة لنفوذ ومكانة ومراكز القائمين عليه.. يكون من الصواب أن نراجع أنفسنا، وأن نعترف بعجزنا في استئصال هذه الظاهرة الأخطر، وأن نتوجه بكل صدق وأمانة ورجاء إليهم أن يقوموا مشكورين بوضع قوانين وأعراف ومبادئ لهذا النشاط المدمر ، بحيث يحظى بالتخطيط بدلاً من المزاجية والفوضى فيصبح عندنا نشاط عشوائي منظم يعي ويدرك ما يقوم به من دور، وأن يتلافى بقدر الإمكان الممارسات المبالغ فيها والتي تضر وتدمر مستقبل الإنسان بشكل عام.. يعي ويدرك ويثمن الاعتدال في العشوائيات وعمليات السطو المبالغ فيها. وأن يرعوا الله فينا وفي أولادنا الذين ما يزالون متعلقين بأحلام تستقيم فيها الأمور يوماً ما، وأن يستحضروا ضميرهم ولو في حدود معقولة تجعل من نشاطهم العشوائي اقل ضرراً وأقل مأساة!!!. فتنظيم عملهم العشوائي ووضع أسس لتحركه وتأثيره ربما جعلنا نفلح فيما لم نستطع أن نفلح فيه إلى الآن من وقف واستئصال النشاط العشوائي الذي بات يهدد كل شيء في حياتنا. ....وشر البلية مايضحك...