آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 09:01 ص

كتابات واقلام


من يستطيع النيل من المجلس الانتقالي الجنوبي ؟!

الأحد - 25 مارس 2018 - الساعة 07:59 م

د. عبيد البري
بقلم: د. عبيد البري - ارشيف الكاتب


المجلس الانتقالي الجنوبي توسَّع وتقوَّى ، وأصبح على وشك الوصول إلى كل حارة وقرية في بنائه التنظيمي وتمثيله الجماهيري .. وعلى كل عاقل أن ينصح الذين يدَّعون أنهم مكونات تابعة للحراك بالالتحاق بهذا المجلس برضا وقناعة إذا أرادوا أن يخوضوا نضالاً منظماً ضد كل أشكال الاحتلال ، وضد كل ما ترتب عنه من نتائج في كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، فضلاً عن أهمية تنظيم دورهم في النضال ضد الظواهر الخطيرة التي يغذيها الاحتلال مثل الإرهاب والفساد وإثارة النعرات والصراعات المذهبية والطائفية والفتن والثارات وغير ذلك من السياسات الاستعمارية الاستبدادية ، كالتجهيل والإفقار والتجويع وقطع الخدمات الأساسية والرواتب والمعاشات ...إلخ . نقول هذا لأن الشعب الجنوبي يعرف أن هناك مكونات حراكية لم تكن فقط رافضة الالتحاق بالمجلس الانتقالي ، بل أصبحت تجري خلف الشرعية الاحتلالية ، تأتمر بأمرها وتعيش في كنفها وتتنقل بين العواصم بتوجيه منها لتبدي عداءاً واختلافاً غير مبررين مع المجلس الانتقالي الجنوبي على الرغم من عدم قدرتها على معارضته باسم الحراك . ومعروف أيضاً أن هناك من أصبح يغرد خارج السرب ، باسم الحراك ، في محاولة لنقل الصراع الإقليمي الجاري بالوكالة في اليمن عموماً ، إلى صراع بالوكالة داخل الجنوب حصرياً . وإذا كان المجلس الانتقالي - بعد تشكيل هيئته القيادية - قد حظي بدعم معنوي ومادي محدود من قبل دول التحالف لإدارة دولة الجنوب المحتلة التي فشلت الشرعية في إدارتها كما كان يفعل أي احتلال استعماري في القرن العشرين ، فإن قبول المجلس للدعم من قبل دولة أو مجموعة دول من التحالف العربي بشكل علني وواضح - في إطار مقاومة شعبية جنوبية معروفة ، ومساهمة "إقليمية" متفق عليها دولياً لحماية الجنوب من التهديدات المستمرة من قبل غزاة الجنوب وقواهم الإرهابية - لا يعني بأي حال ، أن التحالف العربي منقسم على نفسه فيما يتعلق بالرؤية والإستراتيجية تجاه اليمن عموماً وتجاه دولة الجنوب التي لا تزال محتلة من قبل الشمال بشكل خاص . وبالمقابل فإن دعم دول التحالف العربي للمجلس الانتقالي كممثل للجنوب وشريكاً لها في التحالف يعبر عن اعتراف دول التحالف به ككيان سياسي وبالتالي اعترافاً باستراتيجيته الوطنية الجنوبية التي تختلف -بالضرورة- عن استراتيجيات كل دول التحالف ، مجتمعة أو منفردة . وهذا ما يغيض الاحتلال من المجلس الانتقالي ، الأمر الذي جعله يدفع ببعض الأقلام المأجورة - باسم الحراك - إلى محاولة التشويه بالمجلس بتبريرات واهية ، ومنها -على سبيل المثال- أنه يخضع لإحدى دول التحالف العربي دون غيرها .