آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

كتابات واقلام


الضربة القاضية تسحق راتب المعلم في سباق غلاء الاسعار وبالوعة الفساد

الإثنين - 02 أبريل 2018 - الساعة 01:03 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


بسبب غياب الرقابة والمحاسبة وموت الضمير الانساني لدى المسؤلين واكتفاء القيادات السياسية بتحمل نفقات الكادر من الصف الاول من فئه وزير الى مدير ومنح الصلاحيات للمسؤلين باستخدام مفاتيح سحرية تمكنهم من الحصول على ماعسر كسره وسهل عصره من عرق الموظفين البسطاء وفي سباق لم تشهد البشرية له مثيل لا في الحروب ولا في النوازل والازمات خاض المعلمون وبالاخص الجنوبيون في الجزيرة العربية سباق قاسي وشديد الصعوبة مع الحركة الجنونية للاسعار والغلاء الفاحش في السلع والمواد الاستهلاكية وبالوعة الفساد القذرة التي طفحت في كل مكان . بدأ السباق من انطلاق صفارة الظلم الحكومي والاستهتار القيادي الاداري والمالي وتعويم الفساد وتعليق العمل بالنظام والقانون حتى اشعار آخر وفي سباق مفاجئ غير متوقع تساقط العديد من المعلمين الجنوبيين في وحل الازمات والانهيارات للقيم والمبادئ الجنوبية المعتادة وتسبب ذلك بظهور تداعيات اثرت على مستوى الاداء الوظيفي والمهاري للمعلم الجنوبي الغارق في مطالب الاسره البسيطة والعاجز امامها تماما ما اضطرته الحاجة والفاقة الى تمريغ وجهه في الطين ويخدش حياؤه ليواكب تلك المطالب ولم يكن المعلم الجنوبي قد تعود على تدريبات السباق القاسية في المعيشة وفي ظل غياب واستهتار القيادات السياسية خلال فترة السباق  والمستمرة منذ العام 1990 م خسر فيها المعلم كل المستحقات المادية والمعنوية رغم التعهدات والتوقيعات والمحاضر الاسفنجية التي امضى عليها وبصم العديد من ذوي الاختصاص في تكميم الافواة وتغليل الايدي والارجل من العفافشة والاصلاحيين الذين امسكوا بعجله القياده التربوية خلال فترة الوحدة الغير مباركة والتي لازال البعض منهم متربعا على عرش التربية والتعليم سابقا ولاحقا في الماضي والحاضر والمستقبل وضاعت على ايديهم وارجلهم الحقوق الانسانيه والاجتماعية للمعلم وصار المعلم في عهدهم يفترش الارض بائعا للكتب او سائقا لباص المدرسة ينقل الطلبة والطالبات ناهيك عن المعلمين المنهارين والمحطمين بسبب تعليق العمل بالنظام والقانون الذي تحركت من تحته السحالي والافاعي العاصرة التي لاتبقي ولا تذر . 200% او يزيد فاقت الاسعار والاحتياجات راتب المعلم المتجمد جمود الاحساس بالمسؤلية عند القيادات التربوية المترفة المتمتعة  بكل القدرات الانعاشية للاقتصاد الاسري مابين رحلات علاجيه وترفيهية ونقاهة تحت مسمى مهني نوعي تطويري تاهيلي تمثيلي مشاركاتي تفاعلاتي و.. الخ. خلال اكثر من ثلاث سنوات من بعد التحرير اشتد السباق ضراوة وقسوة وانهك المعلم كثرة الجري في السباق دون فائدة. ماذا ينتظر المعنيون بالامر ??  .. مالذي يرقبونه من بعيد ويتابعون مستوياته خلال تلك الفترة .. ??  هل لديهم احصائيات مسجلة باعداد المتدهوره حالتهم الصحية والنفسية من المعلمين والتربويين … هل حصروا عدد الضحايا ممن سقطت مكانتهم وهيبتهم وصاروا يستجدون قيمة الغذاء او الدواء عندما تخلت الحكومة عن انسانيتها ووظيفتها واتجهت نحو الانفاق الاستهتاري بالميزانيات  والتطوير التجاري للمخصصات والتعامل الاستحماري للاستحقاقات .. تحت مبدأ اعمل وانت ساكت غيرك ماحصلش راتبه ليتحول رفع الصوت بالمطالب تحريض وتمرد واشعال للفتن. المعلم الجنوبي في الاونة الاخيرة حصل على عروض مغرية تنتشله من الوضع المعيشي المزري ففكر البعض من المعلمين بترك وظيفة التعليم للالتحاق بالجيش والحزام الأمني من اجل الحصول على راتب اعلى والبعض منهم يبحث عن اي فرصة للحصول على اللجوء الإنساني في دول اسكندنافية او حتى افريقية المهتمة بحقوق الإنسان الضائعة هنا . لقد أهين المعلم اهانة كبيرة بسبب السباق المستمر بين الوضع المعيشي المتدهور وغلاء الأسعار وبين الراتب الزهيد الذي فقد قيمته الحقيقية وصار لا يساوي 25 % من قيمته اقل راتب معلم في كوكب الارض مايتطلب اعفاء كل مسؤول من مهامه والغاء ديوان وزارة التربية والتعليم السياحي  وتحويل جميع من فيه الى الصفوف الدراسية كمعلمين ليتساوى الجميع بالمعاناة وإغلاق كل بنود الصرف المالية حتى تتحسن الاوضاع العامة في البلد ويبقى التربويون كلهم في مستوى واحد ماديا وعقليا وصحيا واجتماعيا لا مناصب ولا نثريات ولا صرفيات للجميع والذي يرغب بالاحتفاظ بمنصبه يتطوع بجهده ووقته لصالح التعليم مشكورا براتب معلم فقط وممنوع الصرف خارج ذلك اطلاقا .