آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

كتابات واقلام


شكراً لإهمالكم!!

الثلاثاء - 03 أبريل 2018 - الساعة 06:53 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


مازال المستشفى الميداني المقدم من الحكومة التركية ،والذي مر على استلامه من قبل وزارة الصحة ما يقارب الأربعة أشهر، متروكاً في العراء تستفيد منه الرطوبة وحرارة الشمس، معجلةً من زمن خروجه من الخدمة قبل دخوله فيها، وكأن الـ(50) سريراً وغرفة العمليات وجهاز الأشعة والمعدات المختبرية البالغة قيمتها اثني عشر مليون دولار مسألة زائدة عن الحاجة ولا ترتقي إلى مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطن. وأن عملية الموافقة على استلامها من الحكومة التركية كانت تدخل ضمن النجاح الدبلوماسي لمسؤولينا الذين لا يريدون (كسع) تعاطف الآخرين معنا ورغبتهم في التعبير عن حبهم لنا واستعدادهم لعرض خدماتهم المتواضعة لحضرتنا؛ وذلك حتى لا ننساهم أو نستثنيهم من عطاءاتنا التي نغدق بها على شعوب العالم. وإذا كانت قد تحولت المساحات الفارغة المحيطة بمستشفى الصداقة إلى مقلب لهذا المستشفى التركي المتحرك والمجهز من مجاميعه، فإنها لا تستحق ومعها وزارة الصحة الشكر على تأكيد عدم حاجة المواطن اليمني لمثل هذه المساعدات وحسب، وإنما تستحق في الوقت نفسه التكريم والاشادة أيضاً على دعمها الصريح والواضح للخدمات الصحية غير الحكومية والمتمثلة في المستشفيات والمستوصفات الصحية التجارية المنتشرة بكثافة على طول وعرض المحافظة عدن، لتواصل نهبها وتجارتها على حساب المواطن البائس الفقير. المواطن الذي تحفى قدماه من الاختلاف على أبواب المستشفيات والعيادات الحكومية طلباً للعلاج وطمعاً في الشفاء دون طائل ليضطر إلى التوجه للمستشفيات الخاصة والعيادات التجارية بعد ان يبيع ما تحته وما فوقه، وبعد ان يُغرق نفسه في ديون، وبعد ان يعرض نفسه للإهانة وإراقة ماء وجهه بحثاً عن جهة أو شخص يعينه على مواجهة تكاليف علاجه أو علاج أفراد أسرته، وان وُفق في جمع تلك التكاليف يجد نفسه قد وقع في قبضة أمراض نفسية ومكابدات روحية تعجل من قرب يومه ورحيله المبكر عن عالمنا. لهذا وجب علينا مباركة جهود القائمين على تعميق معاناتنا وتزايد آلام مرضانا، الذين يعملون ليل نهار على ازدهار الاتجار بأمراضنا من خلال تغييب وإعاقة المستشفيات والعيادات الطبية الحكومية ودعم وتنامي المستشفيات والعيادات الخاصة التي اثبتت قدرتها على خلس ومرمطة من يلجأ إليها من عباد الله من ذوي الدخل المحدود الذين ليس معهم غير الله ثم رواتبهم.