آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


لننتظر تغيير الشعب لعاداته قبل تغيير رئيس الوزراء لسياساته

الثلاثاء - 17 أبريل 2018 - الساعة 06:42 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


لماذا نطالب بتغيير الحكومة وتغيير رئيس الوزراء واستبدالهم بحكومة جديده تحت مسمى حكومة مصغرة .. حكومة ادارة ازمات .. حكومة كفاءات .. حكومة وحدة وطنية .. حكومة تسوية سياسية .. حكومة مناصفة واي مصطلح من المصطلحات البروتوكولية الفضفاضة. ماذا تفرق عندنا .. وما الذي يمكن لنا نحن الشعب ان نقدم او نؤخر فيه .. ثم من هذا الذي يعير الشعب اي اهتمام او تقدير فليس عليه الا ان يضحي بابنائه ويتنازل عن حقوقه ويصبر على سياسة الحكومة المتعثرة او يسمى ... باحد مصطلحات القمع السياسي المشهورة ويطلق عليه لقب الغوغائية الشعوبية .. وحدها هي الشعوب التي مثل حالتنا هي من تتعامل معها الحكومات بهذا السفه وقلة الادب وحده هذا الشعب الذي لايحترم ولا يقدر ولا تراعى مصالحه وتضحياته وصبره وتحمله. فليست المشكلة لديه بهذه الحكومة او تلك فالضرر منها متوالية حسابية منذ سقوط اسم الدولتين والجمع الحرام بين الاختين بينهما في شبه دولة لا لون لها ولا طعم ولا رائحة هلل العالم وزغرد وارعدت الامة وابرقت وتزينت سماء المدن وماحولها واحتفلت الشعوب بالمولود الجديد الذي مابرح المحتفلون. يرقصون ويطربون حتى اضحوا وقد تغير شكله وجنسه وصار مسخا شيطانيا لاتعرف له صفة ولا وصف فكانت اول حكومة هستيرية تخترق حاجز الصوت وتصدر ضجيجا فتق الآذان وقطع الالسن وفقأ الاعين وصار الشعب بعدها لايرى لايسمع لايتكلم. تتغير الحكومات وتبقى السياسات وتزداد حدة ضراوة الممارسات والانتهاكات ... و لازالت اعراض الاصابة بالضجيج الحكومي تصم الآذان. حتى يومنا هذا ... ماهو الحل اذن ...؟ الحل هو في تغيير الشعب واستبداله .. لاتذهبوا بعيدا فليس المقصود استبدال شعب مكان شعب آخر .. وان كان التغيير ورد ذكره في قوله تعالى .. ثم يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا امثالكم .. فالمقصود هنا تغيير الشعب واستبداله بعادات وسلوكيات وتصرفات ومواقف غير تلك التي اصابته بمرض الشلل والكساح التفاعلي الذي اقعده بين المطرقة والسندان يطرق فوق رأسه اكثر من كذا جولة انتخابية ديمقراطية هزلية وكذا ثورة تحررية تغييرية زاهية الالوان وكذا حركات اصلاحية فاشلة والنتيجة هي نفسها في السلم والحرب والشدة والرخاء والرضا والغصب كلها مظاهر مختلفة واثر واحد وفشل تراجيدي هو محل لصق دائم. فلننتظر حتى يتغير الشعب من عاداته السيئة ثم هو كفيل وحده عندما يتعلم ابجديات التغيير الشعبية حينها سيكون قادرا على تأديب كل من استخف به واستهان بكرامته وانسانيته . هذا الشعب بحاجة الى ان ينفض عنه المثقفون والمفكرون الوطنيون اصحاب اللون المائي الشفاف الذين لونهم لون الوطن. هؤلاء عليهم ان يخرجوا الى السطح وينفضوا الغبار عن الشعب الكريم ليتغير الى الاحسن وبعدها ستقطع يد كل لص لئيم وسيصفع في وجهه كل من اهان الشعب الجنوبي وتطاول عليه وان غدا لناظره قريب وستبدي لك الايام ماكنت تجهله .