آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 02:18 م

كتابات واقلام


كل العرب ضد إيران

الإثنين - 11 يناير 2016 - الساعة 10:03 ص

محمد الحمادي
بقلم: محمد الحمادي - ارشيف الكاتب


صدمة جديدة يتلقاها أقطاب النظام الإيراني، فبعد عاصفة الحزم، وبعد سحب بعض الدول العربية سفراءها من إيران الأسبوع الماضي، يأتي الموقف العربي الموحد ضد إيران، فنتيجة لتهور النظام الإيراني وعنجهيته توحد الصف العربي لأول مرَّة منذ سنوات، والبيان الختامي لوزراء الخارجية العرب بالأمس كان بصوت عربي واحد، بعد أن عقد الاجتماع بموافقة عربية قوية تلبية لدعوة السعودية، ففي هذا الاجتماع رفضت جميع الدول العربية - باستثناء لبنان التي يعبث فيها حزب الله - التصرفات الإيرانية في المنطقة، وطالبت طهران بالكف عن التدخل في شؤون الدول العربية، وهذا ما لم تتوقعه إيران، التي كانت دائماً تراهن على تباين مواقف الدول العربية، وبالتالي كانت تلعب على التناقضات وتستفيد من الخلافات والاختلافات. بيان الوزاري العربي الطارئ واضح وبسيط، وكل ما يريده العرب هو عدم تدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية. فهل يبدو هذا الطلب مستغرباً أو صعباً على طهران؟ وهل ستكون غير قادرة على منع نفسها من التدخل؟ هل سيزعجها أن لا تتدخل في الشأن العربي؟ نتمنى أن تتحلى طهران بقليل من الحكمة والتعقل ولا تكابر برفض هذا الطلب العربي البسيط، الذي هو في حقيقة الأمر حق عربي أصيل تعدت عليه إيران، واليوم أصبح واجباً عليها أن تتراجع وتعترف بالخطأ الذي ارتكبته سواء بالاعتداء الأخير على السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، أو تدخلاتها طوال السنوات الماضية في دولنا، وأن تعترف بأنها أثارت الفتن الطائفية في المنطقة، وأشعلت الحرب المذهبية بين أبناء طائفتين طالما عاشوا في سلام وخير. وكما قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في كلمته في بداية الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب يوم أمس، «تبقى رسالتنا العربية رسالة سلام ورسالة تعاون.. احترام لمبادئ السيادة وعدم التدخل.. وحتى في الظروف الاستثنائية الصعبة والشائكة نسعى إلى علاقة طبيعية وسوية تجمع العالم العربي بإقليمه المحيط، علاقة تقوم على مشاريع التعاون والتنمية، تحترم مبادئ السيادة وعدم التدخل، تسعى إلى الخروج من ظلامية الغلو والطائفية.. العرب مستعدون لمثل هذه العلاقات الناضجة والإيجابية، فهل إيران مستعدة وصادقة»، وكل عربي يتساءل: هل إيران مستعدة؟ هل تستطيع طهران أن تبرهن أنها تسعى لعلاقات إيجابية مع جيرانها العرب؟. إلى أن تقرر طهران ماذا ستفعل، وكيف تفكر، وهل تكون دولة تحترم بقية الدول، أم تتعامل مع جيرانها بمنطق الثائر المنفلت الذي لا يحكمه قانون أو كلمة أو عهد، إلى أن تقرر ذلك، يجب أن يصمد الموقف العربي إزاء اللامبالاة الإيرانية والاستفزازات المستمرة تجاه المملكة العربية السعودية وبقية الدول العربية.. وأن يمضي العرب قدماً في فكرة «المجموعة الرباعية» التي دعا إليها وزراء الخارجية العرب في ختام الاجتماع الطارئ للجامعة العربية، فتشكيل مجموعة عمل، تضم كلاً من الإمارات، والسعودية، والبحرين، ومصر، لعرض التجاوزات الإيرانية في المنطقة العربية على الأمم المتحدة أصبح مطلباً مهماً لضمان استقرار المنطقة ومستقبلها. *بيان الوزاري العربي الطارئ واضح وبسيط وكل ما يريده العرب هو عدم تدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية. فهل يبدو هذا الطلب مستغرباً أو صعباً على طهران؟ وهل ستكون غير قادرة على منع نفسها من التدخل؟ * كما قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في كلمته في بداية الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب يوم أمس «تبقى رسالتنا العربية رسالة سلام ورسالة تعاون.. احترام لمبادئ السيادة وعدم التدخل.. وحتى في الظروف الاستثنائية الصعبة والشائكة، نسعى إلى علاقة طبيعية وسوية تجمع العالم العربي بإقليمه المحيط.