آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 06:25 م

كتابات واقلام


من دافوس : اليمن وليبيا

الأحد - 24 يناير 2016 - الساعة 12:17 ص

مصطفى أحمد النعمان
بقلم: مصطفى أحمد النعمان - ارشيف الكاتب


التاسعة من صباح اليوم الأول لافتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس تعقد كل عام جلسة خاصة بالمتغيرات في منطقة الشرق الأوسط، وكان من بين المتحدثين الأستاذ محمود جِبرِيل رئيس الوزراء الليبي السابق الذي تناول في مداخلته الأوضاع في بلاده وتعقيداتها المحلية والإقليمية والدولية، وفي معرض حديثه عن القوى المتحاربة هناك ذكر التشابه بين التركيبة القبلية فيها ومثيلتها في اليمن وكيف صارت تشكل عائقا أمام المصالحة الوطنية الليبية، إذ يتم استبعادها والقوى المستقلة عن الحوارات ولا يتم الاستماع إلى آراء قادتها. الوضع في اليمن لا يختلف كثيرا من حيث التغييب المتعمد لكثير من القوى الفاعلة التي تستطيع بذل الجهد ويمكنها التأثير ليس بالمشاركة في الحرب الدائرة ولكن باعتبارها جزءا من اللاعبين السياسيين والاجتماعيين، ومن هنا فإن إنشاء تكتل يضم في صفوفه العديد من الشخصيات سيساعد على طرح أفكار تخرج عن الإطار الجامد للحوار الذي يدور تحت إشراف الأمم المتحدة بعيدا عن الواقع، إذ يتمسك كل طرف بشروطه لوقف الحرب وليس هناك ما يشير أن أيا منهما قادر على حسم الأمر ميدانيا وسياسيا ما يزيد من قسوة الحياة اليومية التي يمر بها كل يمني بدون استثناء وانتفى معها أي شعور بالتفاؤل يدفع إلى وضع حد لهذه المأساة الإنسانية. أن نمط التفكير التقليدي الذي تدار به أمور البلاد أمر يصعب على الساسة اليمنيين القابضين على أمور البلاد الخروج من حبائله لأن أغلبهم مستفيدون من الوضع الحالي وتثير رعبهم فكرة العودة إلى الداخل ويكثرون من اختلاق الأعذار حتى انتهى رصيدهم منها، وصار لزاما عليهم العودة الفورية، إذ لا يجوز أخلاقيا أن يبقى أغلبهم مسترخيا بينما المواطن العادي يتعرض لمخاطر أمنية متزايدة وينتظر جهدا حكوميا مباشرا لا عبر صفحات التواصل الاجتماعي والتليفونات، وهذا الوضع يقلص مساحة الثقة المتبقية بين الأطراف حتى التي تقف داخل معسكر واحد، ويؤدي في المحصلة إلى المزيد من المعاناة وعدم القدرة على إنجاز أي من المهام الوطنية. الطبقة السياسية الحالية منذ ديسمبر ٢٠١١ امتداد لحقبة التراخي والعبث التي زرعها الرئيس السابق في كل مفاصل الدولة ونشأت تحت مظلة حمايته للمنتفعين وحال كهذا لا يعطي فسحة أمل لليمنيين الذين يعانون من عبث الحوثيين في كل المؤسسات ولا تتوقف قصص فسادهم التي تفاقم أحزان الناس في الداخل من ويلات الحروب وفي الخارج من قسوة وهوان الاغتراب القسري، وللأسف فإن هذه الطبقة عاجزة عن تقديم البدائل الحقيقية للتخلص من كل المظالم التي امتدت على مدى أكثر من ٣ عقود من حكم صالح. * عكاظ