آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 04:36 م

كتابات واقلام


نتائج الامتحانات وضرورة فك الارتباط التربوي

الثلاثاء - 26 يناير 2016 - الساعة 10:21 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


تلقت الأوساط الجنوبية خبر إعلان نتائج امتحانات الثانوية العامة لهذا العام كالصاعقة .. إذ أوقع ذلك الخبر أثره البالغ والمأساوي في نفوس الطلبة وأولياء الأمور وتخوف العديد من التربويين من وقع هذا الإعلان وأثره حيث يتوقع البعض ان يتسبب هذا الإعلان بسقوط منظومة القيم التربوية والتعليمية وأن تفقد الأوساط التربوية الجنوبية الثقة والمصداقية وأن توصف بعدم الكفاءة كون الخطأ هذه المرة كارثي ويثير التساؤل حول الأسباب التي أدت إلى وقوع هذا الخطأ . ولماذا ظهرت النتيجة بهذا الإرباك ؟ ومن المتسبب بوقوعه ؟ والكثير من التساؤلات تضع نفسها على طريق البحث عن التحليل للنتائج .. كل المبررات المتوقع طرحها هي بالأساس كانت ظاهرة ومرصودة ( النزوح ـ وصعوبة التنقل ـ والظرف الصعب الذي تمر به البلد ـ والشرعية المنقسمة بين صنعاء وعدن ) كل هذه الأمور ليست وليدة الساعة وكل اللجان المشكلة قد درست هذه المعوقات وتم الإعلان عن سير عملية الامتحان بنجاح وذكرت التقارير انه تم التغلب على المعوقات ومعالجتها .. إن التسرع في إعلان النتيجة العامة لامتحانات الثانوية العامة بهذه الصورة لم يكن قرارا صائبا إذ تتحمل كل اللجان المشرفة على سير عملية الامتحان المسئولية الكاملة عن تبعاتها وأن عليها ان تخاطب الجمهور بشفافية ومصداقية وتظهر جانب الخطأ والتقصير في العملية وان تفصح عن الجهة التي أوصلت الأمور إلى هذه النتيجة الضعيفة والفاشلة .. إن التسبب بهذه المشكلة تعد سبقا لم يشهد القطاع التربوي والتعليمي مثيله من قبل فالرسوب والنجاح والإعلان عنهما ليس بالهين والتراجع عنهما بقرار أو توصية أو تحديد نسبة مئوية لرفع المستوى كل هذا لا يعوض كسر نفس الطالب والطالبة ولا يمكن أن يقبل ولي الأمر المبرر هذا أو ذاك .. إن الأثر اكبر من ذلك بكثير ولكن نقول لا يزال في الوقت متسع رغم وقوع الخطأ وانتشار صداه في كل مكان والانتكاسة النفسية والمعنوية للمجتمع الجنوبي , والذي أصر القائمون على إدارة التربية السابقة واللاحقة ربطه المباشر وغير المباشر بصنعاء بحثا عن الشرعية المفقودة هناك .. وهذه من نتائج ذلك الارتباط المهين .. إن انعدام الشجاعة وغياب الجرأة على إصدار قرار فك الارتباط التربوي والتعليمي عن شرعية علي عبد الله صالح وعبد الملك الحوثي ستوقعنا بالزلل .. فكما دمرت الجنوب بالحرب العشواء المجنونة لن تتوانى في تدمير أبناءنا الطلبة وبناتنا الطالبات وكسر نفوسهم وتحطيم معنوياتهم بنتائج رثة من أيدي مرتعشة ضعيفة لا تجرؤ أن تتحمل المسئولية التاريخية .. إن الاستمرار بهذه السياسة ستظل توقعنا بالمطبات الواحد تلو الأخر إن اتخاذ القرار الشجاع بفك ارتباط القطاع التعليمي والتربوي عن صنعاء لن يخسر الجنوب بسببه أكثر مما خسره طوال عشرين عام من التردي والتدني للمستوى التعليمي وها قد وصلت النتائج الى المستوى المدمر بنتائج امتحانات عامة مطعون في مصداقيتها فليس هناك أسوأ من ذلك.. أيها الجنوبيون إما نكون أو لا نكون وليحدد كل واحد منا موقفه والتاريخ يسجل بشجاعة ولا يجامل التعليم أمانة في أعناق الجميع وهو مشروع نهضة فلنحدد هدفنا في التعليم بعد ان نعرف الأخطاء التي ارتكبناها بحق أجيالنا ونصححها ولكن قبل ذلك علينا أن نحدد هويتنا من نحن ؟ ثم نبحث عن تاريخنا ونعتز به ولا نخجل أو نخاف ونتوارى خلف المصالح والمشاريع الغرضية والمرضية نحن جنوبيون بكل فخر شاء من شاء وأبى من أبى .والتعليم كان لنا فيه عنوان نحن كافحنا الأمية وعلمنا الصغار والكبار في المدينة وفي القرى ومدارس البدو الرحل عودوا إلى الجنوب جميعا أيها الجنوبيون وكونوا صادقين.