آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 01:23 ص

كتابات واقلام


خير الله خيرالله يذكرني بتلفون الشارع

الثلاثاء - 19 يونيو 2018 - الساعة 04:45 م

احمد حرمل
بقلم: احمد حرمل - ارشيف الكاتب


تداول ناشطون جنوبيون في وسائل جروبات التواصل الاجتماعي ( واتس اب) مقال للكاتب الأجير خير الله خير الله بعوان ( الاستقلال ٠٠٠ فرصة ضاعة في الجنوب اليمني ) تداول هذا المقال بشكل ملفت رغم انه كتب في ديسمبر 2017م بمناسبة الذكرى ال (50) للاستقلال الوطني المجيد وهذا يجعلنا نطرح العديد من الاسئلة : ما هو الهدف من تداول هذا المقال بعد سبعة اشهر من نشره ؟ لماذا وفي هذا التوقيت بالذات وبشكل متزامن مع معركة تحرير مطار الحديدة ؟ لمصلحة من تعميم نشر مثل هذه المواد ومن هو المستفيد من تعميم نشرها ؟ وانا اقرأ مقال خيرالله خيرالله الذي هاجم فيه الجنوب ماضي وحاضر ومستقبل عادت بي الذاكرة 40 عام الى الخلف الى زمن كابينات تلفونات الشارع التي كانت منتشرة في احياء عدن هذه التلفونات يتم وضعه في كابينة ويتم برمجتها على قطعة نقدية معدنية وعند رفعك لسماعة تلفون الشارع تجد انه بدون حرار واذا اردت ان تجري اتصال فما عليك الا ان تدفع بقطعة معدنية الى جوف الجهاز من خلال الفتحة المخصصة لهذا الغرض وكذلك هو الكاتب اللبناني الأجير خير الله خيرالله الذي يؤجر قلمه لمن يدفع..عفت كل الدول عن استئجاره ، وعندما صار فائض عن الحاجة احتكره عفاش ككاتب اجير وحصري له ومثل ما يرث الملوك الحكم وخدم وعبيد القصر عن اسلافهم ورث يحيى محمد عبدالله صالح الكاتب الأجير خيرالله خير الله عن عمه علي عفاش بعد مقتله حيث ظل خيرالله خيرالله احد لاعقي حذاء عفاش لعشرات السنين ٠ وحتى لا نتهم باننا تحدثنا عن الرجل ولم نتحدث عن افكاره التي اوردها في مقاله الانف الذكر الذي هاجم فيه مرحلة ما قبل 67 ومرحلة ما بعد 67 وهاجم حاضر الجنوب ومستقبله كما هاجم الزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر الذي نعتز بمواقفه القومية ايما اعتزاز فهو افضل زعيم عربي في العصر الحديث شاء من شاء وابا من ابا ، وهاجم بعض فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ووصفها بالمارقة هذا الخلط العجيب في مقال خير الله خير الله اشبه بخلطت العريس ، ولذا سنعود الى ما ورد في المقال من خلط عجيب ومغالطات فاضحة وتناقض غريب ٠ نأخذ اول فقرة من المقالة خيرالله : ( لم تكن السنة 2017 ذكرى مرور نصف قرن على هزيمة العام 1967 التي لا تزال المنطقة تعاني من تداعياتها إلى اليوم. ففي 2017، يوم الثلاثين من تشرين الثاني – نوفمبر تحديدا، مرّت ذكرى مرور خمسين عاما على هزيمة أخرى من نوع آخر ذات طعم آخر. إنها ذكرى إعلان استقلال دولة عربية عاشت ثلاثة وعشرين عاما فقط (من 1967 إلى 1990). كان الاسم الرسمي لتلك الدولة، التي لا يمكن أن تقوم لها قيامة في يوم من الأيام، “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”. ظهر ذلك الاسم بعد اعتناق حكام الجنوب النظرية الماركسية في العام 1978 ) متى كان تحرير الشعوب من الاستعمار هزيمة وهل يعتقد خيرالله خيرالله بان الاستعمار سيظل الى ما لا نهاية ، وكيف سمح لنفسه ان يصف الاستقلال الذي كان ثمرة لكفاح ثورة 14 اكتوبر وهي الثورة الوحيدة في الوطن العربي هي والثورة الجزائرية التان خاضتها كفاح مسلح ضد الاستعمارين البريطاني والفرنسي ونالا استقلالهما بعد تضحيات غالية وجسيمة قدمها شعب الجنوب والشعب الجزائري ٠ ثورة اكتوبر ودولة الاستقلال التي كانت تتويج لهذه الثورة ليس بحاجة الى ان يعترف بهما خيرالله خيرالله ويكفي بان شعب الجنوب يحتفل بهما بمليونيات جماهيرية ٠ اما حديثه عن التسمية وتحديد عام 1978 فقد اظهر جهله بتاريخ الجنوب فدولة الاستقلال جرى تسميتها جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وفي عام 69 تم تغيير الاسم الى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وليس عام 78 كما اشار الكاتب الاجير خير الله خيرالله ، انه لأمر غريب ان يتحول خيرالله خيرالله الى منجم وضارب فال ويجزم بان دولة الجنوب لا يمكن ان تقوم لها قيامة في يوم من الايام فكيف فات على الكاتب المخضرم خيرالله خيرالله بان مفردة مستحيل لا مكان لها في قاموس السياسة فهل كان يتصور بان ولي نعمته علي عبدالله صالح سيكون يوما"خارج سدت الحكم وان نهايته ستكون كارثية على يد من تحالف معهم وسهل دخولهم الى صنعاء وان من كان يقمع بهم الشعب ويستخدمهم لتصفية خصومه ويغدق عليهم بالأموال سيتخلون عنه وانه سيواجه مصيره المحتوم وحيدا" ٠ لاحضو معي الفقرة التالي من مقالة خيرالله خيرالله الذي تقيا فيها حقدا" وكراهية على شعب الجنوب ( كان استقلال الجنوب اليمني من أسوأ ما حدث لبلد، كان مجموعة من السلطنات والمشيخات. لم يمتلك اليمن الجنوبي أيّ مؤهّلات في أي وقت لإدارة شؤونه بنفسه. على العكس من ذلك، كان الاستقلال بمثابة عقوبة لأهل الجنوب اليمني ) ان استقلال الجنوب الذي وصفته باسوا ما حدث لبلد انتجت دولة مهابة حافظة على سيادتها وحمتها من اي عدوان وكان قرارها مستقل ووحدت 22 مشيخة وسلطنة وامارة في كيان واحد وانهت الثأر والاقتتال القبلي ووفرت الامن والاستقرار والتعليم المجاني والعلاج المجاني واوجدت أمن غذائي وادارة خالية من الفساد وقضاء نزيه هذه الدولة يا خيرالله خيرالله عندما كنت في مراقص لندن مع بائعات الهوى ارسلت قواتها الى لبنان عام 82 الذي كان يعاني من حرب اهلية وساهمة قواتها مع القوات العربية الاخرى حينها في الفصل بين المتحاربين وحققت قدر من السلام في لبنان الشقيق ٠ خير الله خيرالله الذي جزم بان الجنوب لم يمتلك اي مؤهلات في اي وقت لأدارة شؤونه بنفسه عاد وتناقض مع نفسه في فقرة اخرى ساوضحها لاحقا"٠ وهذه فقرة اخرى من مقال الكاتب الاجير خيرالله خيرالله ٠ ( بدأت الجمهورية التي قامت في الجنوب اليمني بداية خاطئة. من لم يصفّ جسديا، من أبناء العائلات المحترمة ومن ذوي الكفاءات، جرى تهجيره. كذلك هجرت الجاليات الأجنبية المختلفة والأقلية اليهودية التي ساهمت في ازدهار عدن وإغناء النسيج الاجتماعي فيها. ) لاحضو كيف زور التاريخ واعتسف الحقائق حيث اشار بان دولة الجنوب قامت بتهجير الاقليات اليهودية اخوانه من الرضاعة مع اننا نعرف بان عملية تهجير اليهود تم عام 1949 قبل الاستقلال ب 18 عام وبأشراف مباشر من التاج البريطاني الذي زرع الكيان الصهيوني في فلسطين انه لأمر غريب ان يتباكى على الكفاءات والاقليات التي يقول انه تم تهجيرها بما فيهم اخوانه من الرضاعة (الاقلية اليهودية ) في عدن ويتغاضى عن جرائم ولي نعمته علي عفاش الذي شن حربه الظالمة على الجنوب في 94 وشرد الالاف من قيادات وكوادر دولة الجنوب وسرح قسر عشرات الالاف من منتسبي القوات المسلحة والامن والجهاز الوظيفي لمؤسسات ومصالح وشركات ومصانع دولة الجنوب ودمر بعضها وخصص البعض الاخر وتم بيعها لأقاربة ونافذي وفاسدي نظامه ٠ مقال خيرالله خيرالله الذي يشتم من اعادة تعميم نشره رائحة نتنة هذه الرائحة النتنه هي من دفعنا لهذا الرد فلاحضو الفقرة التالية : ( هناك لائحة طويلة بالتصفيات المتبادلة التي شهدها ما كان يسمّى “جمهورية الديمقراطية الشعبية” التي لم تكن لا جمهورية ولا ديمقراطية ولا شعبية. في إحدى المرّات جرى التخلّص من خيرة السفراء الذين وضعوا في طائرة واحدة جرى تفجيرها في الجوّ. كان ذلك في الثلاثين من أبريل 1973 في مرحلة الإعداد لقيام نظام الحزب الواحد. قُتل في تفجير الطائرة اثنان وعشرون سفيرا كانوا خيرة الدبلوماسيين اليمنيين الجنوبيين وكانوا يمثلون الوجه المشرق لدولة شابة في حاجة إلى أفضل الناس فيها وليس إلى أشباه أميين يعرفون بالكاد القراءة والكتابة، ولا يتقنون سوى لغة الغدر والقتل.) نقول للكاتب اللبناني خير الله خيرالله من بيته من زجاج لا يرمي بيوت الناس بالحجارة٠ ان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ليست استثناء لشقيقاتها من الدول العربية ولذا اود ان اذكره اذا كانت ذاكرته قد اصابها العطب ببلده لبنان على سبيل المثال٠ الحرب الأهلية اللبنانية المتعددة الأوجه والتي استمرت من عام 1975 إلى عام 1990، اسفرت عن مقتل ما يقدر بـ 120 ألف شخص ، وفي عام 2012 كان ما يقرب من 76 الف شخص لا يزالون مشردين داخل لبنان ، وكان هناك أيضا نزوح لما يقرب من مليون شخص من لبنان نتيجة للحرب وها انا اقدم له بعض من تاريخ الاغتيالات السياسية في لبنان والتي اوردها اللواء / عبدالفتاح خطاب في مقال له نشر في 29 حزيران 2017 في موقع (رادار سكوب) لم يتجاوز عمر لبنان كبلد (مستقل) 74 عاما"، ومع ذلك فإن تاريخ الأغتيالات السياسيّة في لبنان سبقت ولادته حيث اغتيل (على سبيل المثال) فؤاد جنبلاط (والد كمال جنبلاط) في عام 1921! وملفات الإغتيالات في لبنان واسعة وممتدة ويصعب حصرها بسبب عدد الذين اغتيلوا من الشخصيات السياسية والدينية والإعلامية، حيث تم التعرّف وكشف الجناة في بعض الحالات، أو الإشتباه بهم، لكن دون وصولهم إلى القضاء دائماً، وبقي معظم الحالات مجهولاً وعاصياً على التحقيق حتى تاريخه. المؤسف أنّ لبنان ساحة مفتوحة أمام الإغتيالات التي تهدف إلى تغيير الواقع السياسي، عبر إزاحة الخصم، واستهداف الإستقرار والأمن، وتعطيل المؤسّسات، عدا عن العديد من التداعيات التي تتبع عمليّة الإغتيال والتصفية. واذا ما نظرنا الى سجل الأغتيالات السياسية في لبنان سنجد في مسلسل الإغتيالات، اغتيال رئيسَيْ جمهورية (بشير الجميّل 1982، ورينيه معّوض 1989) وثلاثة رؤساء حكومة (رياض الصلح 1951، رشيد كرامي 1987، ورفيق الحريري 2005)، والعديد من الوزراء والنوّاب (محمد العبود 1952، نعيم مغبغب 1959، ألبير الحاج 1961، معروف سعد 1975، كمال جنبلاط 1977، طوني فرنجية 1978، بشير كيروز 1982، ناظم القادري 1989، إيلي حبيقة 2002، باسل فليحان 2005، جبران تويني 2005، بيار الجميّل 2006، وليد عيدو 2007، أنطوان غانم 2007، ومحمد شطح 2013). كما اغتيلت مراجع وشخصيات دينية (الأب الياس لطف الله 1976، الأب طانيوس سلامه 1976، الأب شعيا غانم 1976، رئيس اتحاد الجمعيات والمؤسّسات الإسلامية في لبنان الشيخ أحمد عسّاف 1982، رئيس القضاء المذهبي الدرزي الشيخ حليم تقي الدين 1983، رئيس المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الشيخ صبحي الصالح 1986، المونسنيور ألبير خريش 1988، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد 1989، الأب ألبير شرفان 1990، الأب سليمان أبو خليل 1990، الأب سمعان خوري 1992 ، رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الشيخ نزار حلبي 1995، وعضو الهيئة العامة في «تجمّع العلماء المسلمين» الشيخ سعد الدين غيّة 2013). واغتيل سياسيون وقضاة وشخصيّات وأمنيون وعسكريون وكما وعدتكم اني سابين التناقض الذي وقع فيه خيرالله خير الله الذي لم يستطع التفريق بين الدولة والنظام سبق وان قال بان الجنوب لا يمتلك اي مؤهلات في اي وقت لادارة شؤونه بنفسه ها هو في الفقرة التالية يقول : ( بعد نصف قرن على الاستقلال، يتبيّن أن ليس في الإمكان استعادة تجربة اليمن الجنوبي كدولة مستقلّة. يمكن إقامة أكثر من دولة في الجنوب. تستأهل حضرموت أن تكون مستقلّة… أما عدن فيمكن ربطها بتعز عاصمة الوسط وأكبر مدن اليمن بشماله وجنوبه.) يقر ويعترف بامكانية اقامت دولة في حضرموت اليست حضرموت جزء لا يتجزء من الجنوب الذي قلت يا خيرالله بانه لا يمتلك اي مؤهلات لادارة شؤونه بنفسه وفي الوقت نفسه تريد ان تربط عدن في تعز فعلى فاي حقد دفين تكنه لعدم وعلى اي اساس استند في موقفك هذا ٠ في الاخير نقول للكاتب الاجير خير الله خيرالله الذي انكر وجود تعليم جيد في دولة الجنوب وجعله حصري على حقبة الاستعمار البريطاني لعدن في المحصلة كانت تجربة بناء الدولة التي نعتز بها قد ارتفع فيها عدد خريجي الجامعات والمعاهد العليا من الداخل والخارج الى عشرات الآلاف بعد ان كانوا لايتعدون الخمسين عند الاستقلال, تولى الشباب بجانب المرأة فيها مسؤوليات تسيير امور الدولة واصبحت من الدول النامية التي اختفت فيها الامية وهنا نستشهد بما كتبته "منظمة التربية والعلوم والثقافة , (اليونيسكو) في تقريرها السنوي لعام 1985 اذ ذكرت "ان حال التعليم في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية هو الافضل في شبه الجزيرة العربية وكانت نسبة الامية 2%من السكان بعد الحملة الشاملة لمحو الامية (وتعليم الكبار).