آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 08:58 م

كتابات واقلام


وسيبقى صالح صالحا في كل زمان ومكان ، الريح لا تحرك ثبات الجبال

الأربعاء - 20 يونيو 2018 - الساعة 08:48 م

غالية عيسى
بقلم: غالية عيسى - ارشيف الكاتب


بماذا ٲفكر ، ، ٲنا لم أعد أفكر يا مارك ، لم أعد أفكر حتى لا أموت ، فلن أخفي عنك أنني من قوم يقتلون من يفكر ، ومن يجيد حسن التدبير ، وروعة التقدير ، إما يهددونه بالقتل أو يتركونه للمرض والحسرة حتى يموت . اليوم سأتحدث عن هذا الرجل الذي في الصورة ،، ذلك الحضرمي الأصيل واليمني الكريم ، والمفكر الحصيف ، والأكاديمي المتمكن ، والمثقف الواعي ، والإداري النزيه . إنه دكتور صالح علي باصرة ، رئيس جامعة عدن ثم رئيس جامعة صنعاء ثم وزير التعليم العالي في اليمن . ٲنا لن ٲنمق كتابتي أثناء الحديث عن هذا الرجل ولن أبحث عن الكلمات البليغة ولن أمحص كثيرا في جودة عباراتي ، لأن نبل هذا القائد ، والمواقف الطيبة الذي زرعها في ذاكرتي ، تكاد تورق يا سمينا هنا ، وفي الوقت نفسه تخنقني الحسرة ويجتاح صدري الأنين . الكثير من المواقف تحضرني الآن، أولها كان قبل عشرين سنة وكنت الطالبة القادمة من ريف أبين ومن عائلة بالكاد توفر لي صرفيات التعليم ، لن أنسى أنه أول من أطلق علي لقب "شاعرة الجامعة" وأمر دار نشر جامعة عدن بطباعة ديواني الأول " أيها الليل" عام 2001م ، لأنني كنت أحصد المركز الأول في الشعر لأربع سنوات متتالية في أسبوع الطالب الجامعي ، وكان يؤكد على والدي الروحي البر فسور السوداني مبارك حسن خليفة ويقول له : "اهتم بهذه الفتاة المبدعة " . مازلت أتذكر أنني طلبت منه إعفائي من رسوم دراسة الماجستير لأنني حينها كنت منتدبة للتدريس اللغة العربية لطلاب كلية الحقوق في جامعة عدن ، فوافق بالنظر إلى حالتي المادية ، ولتشجيعي على مواصلة درب الضياء ، ثم كان على يديه الكريمتين تعييني معيدة في جامعة عدن عام 2002 م . مازلت أتذكر أنني ذهبت إليه ذات مرة وهو وزير التعليم العالي في صنعاء وكنت في صالة الانتظار ، أنتظر دوري لمقابلته ، وفي أثناء انتظاري جاء مجموعة من أعضاء وشيوخ مجلس " البرلمان " او" النواب" كما يطلق عليهم في اليمن ، فقام مدير مكتبه وأدخلهم إليه في الحال وأنا مازلت أنتظر ، وحين علم بذلك غضب كثيرا من مدير مكتبه وأنذره ، أن النظام يطبق على الجميع ويجب أن يدخل كل مراجع في دوره ولا فرق بين الناس لا في المكانة الاجتماعية ولا في المناصب . كم كبر وقتها في نظري ! هذه المواقف الذي رأيتها بشكل شخصي ومباشر أما المواقف الإدارية فالجميع يعلم التطور الذي شهدته جامعتي عدن و صنعاء أثناء توليه رئاستهما ولا أحد يستطيع إنكار الدور الإيجابي البناء الذي قدمه د. صالح باصرة للجامعات اليمنية والمؤسسات الثقافية والعلمية في اليمن . وهاهو اليوم يقعد على كرسي الانتظار في أحد المراكز الطبية في اليمن بعد مرضه . بينما يصول ويجول تجار الحروب في عواصم الزيف والغدر والنفاق . أستاذي الغالي والعالي والنزيه : أقول لك عبر متصفحي الصغير هذا ، الذي أعي جيدا أنه لن يراه إلا القليل من الناس ، لكن أغلبهم ممن يعشقون الحق ، ويحبونك . وجل أمنياتي أن يصل إليك كتابي هذا ، لتعلم أن خيرك مازال باقيا فينا وأن هناك الكثير غيري ممن رأوا ما بنيته وما قدمته ويفتخرون بإنجازاتك الذي مازالت شاهدة على فكرك وعملك . وثق جيدا إن عجز الجسد لا يفتك بربيع القلوب وخلود العمل . دمت لنا نبراسا يشع في دواخلنا وفي أحاسيسنا المتعبة من ظلم مفسدي هذا البلد . أعتذر منك لاني لا أملك لمساعدتك سوى دعواتي وهذه الكلمات . ابنتكم ، غالية عيسى " حلم السلام " 20 يونيو 2018م