آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 08:41 م

كتابات واقلام


مطار عدن الدولي ينتصر بصمت

الجمعة - 29 يونيو 2018 - الساعة 05:15 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى - ارشيف الكاتب


أسلوب المحسوبية والمنافع الذاتية والتمييز بين المواطنين يعد جريمة تعاقب عليها كل القوانين بما فيها الدولية وهذا المنهج السلبي المدمر لبناء الدولة في هذه الأيام أصبح حاضراَ بشكل كبير في الجنوب واخذ منحى خطيرا أثر على عمل أجهزة الدولة وعلى قدرتها التنافسية وقدرتها على تقديم الخدمات للمواطنين وضمان معايير الكفاءة في التعيين و حطم مستوى الأداء الوظيفي فى جميع مجالات دوائر الدولة , في عدن أصبحت المناطقية والواسطة والمحسوبية المعيار الأول في شغل الوظائف , لاسيما في الأماكن الحساسة , فهناك في قمة هرم ومراكز صنع القرار في الشرعية وخارجها جهات تحرم عامة أبناء عدن ذوي الكفاءات من الإسهام في رفعة بلادهم ونهضتها , و إما وإن كانوا موظفين وأصحاب خبرة وأخلاق وأمانه , تعمل هذه الجهات على إقالتهم دون أسباب واضحة سوى أنهم من أبناء عدن , ومحاولة أقاله المهندس طارق عبده علي خير دليل على ذلك , لكن المهندس طارق انتصر بصمت , انتصر بأخلاقه واستقامته وأمانته وحب الموظفين له . أن غياب السبب الحقيقي والمعيار الواضح لتغير مدير مطار عدن الدولي طارق عبده علي خلق جدلاً في أروقة الحكومة , وكشف أبشع فضائح استغلال النفوذ والسلطة و فساد و ظلم وغطرسة بعض وزراء المحسوبية من بينهم الوزير الجبواني وزير المواصلات , الذي ضرب بعرض الحائط بقرار الرئيس هادي وقام بإقالة مدير مطار عدن الدولي المهندس طارق عبده علي وتعين بدلا عنه شخص أخر لا يملك الخبرة العلمية ولا الكفاءة و تم القبض عليه في فترة سابقة في قضايا إرهاب , الغريب في الأمر أن قرار إقالة المهندس طارق عبده علي , جاء بطلب من الكابتن /صالح سليم بن نهيد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد الجوي مطار عدن الدولي , الذي كان من المفترض أن يقوم بتكريم المهندس طارق نتيجة لاستقامته وإخلاصه ومجهوده الجبار في تشغيل مطار عدن الدولي في زمن قياسي , بدلا من التحريض ضده والمطالبة بإقالته , خاصة وأن بن نهيد يعرف ما قدمه المهندس طارق و إدارته لمطار عدن الدولي والصعوبات التي تجاوزوها من اجل إعادة المطار إلى واجهة العمل . أن المناطقية والمحسوبية في الجنوب لا تزال المحرك الأساسي للأحداث السياسية والتعيينات الوزارية والوظيفية والفاعل في الصراعات الدائرة بين الأقطاب السياسية , وأتساءل انا كغيري من الناس لماذا كل بلدان العالم تسعى بقوة نحو تطبيق المساواة والعدالة الاجتماعية بين مواطنيها إلا هنا وبالذات في عدن , رغم تفاني وسائل الإعلام الحديثة بكل أنواعها الورقية والإلكترونية, التي لا تتوانى في عرض كل ما تعفن من أوساخ المؤسسات العمومية وشخوصها المعنوية و الذاتية , إلا أن الشرعية ومؤسساتها أذن من طين وأخرى من عجين .