آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 07:34 م

كتابات واقلام


العربدة والعشوائية طريق ممهّد نحو الظلام

الإثنين - 09 يوليه 2018 - الساعة 12:00 ص

صالح فرج باجيدة
بقلم: صالح فرج باجيدة - ارشيف الكاتب


إنهيار المنظومة الكهربائية، الحادث اليوم لم يكن وليد اللحظة أو نتيجة صدفة أو خلل آني، هذا غير صحيح بالمطلق .. بل إن الإنهيار ناتج عن تراكمات أخطاء كارثية نتيجة تعمّد تنفيذ الكثير من مشاريع التوسع وأعمال الصيانة والتركيبات والتمديدات لتلك المشاريع المستجدة والتي اقيمت في عهد مابعد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وبإمكانيات أقل مايمكن أن يقال عنها بأنها من أصناف رديئة ليست حسب المواصفات والمقاييس الصحيحة السليمة ونتيجة خبط العشواء الذي تميزت به تلك المشاريع وتنفيذها حسب رغبات وأهواء القائمين عليها وليس بناء على معايير وأسس ومقاييس فنّية صحيحة وسليمة في حضرموت مامعنى أن تصمد محطة قريو التي بُنيت في ثمانينات القرن الماضي على أيدي اليابانيين وبإشراف مؤسسة الكهرباء في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وليس في عهد الدولة اليمنية الحالية التي كان يتزعمها الشيوخ والكهول وذوي المحسوبية والأقارب وذويهم ويتم تنصيبهم على رؤوس المؤسسات والإدارات المختلفة وهم وذويهم ومن لفّ لفّهم، يتبنون تنفيذ المشاريع على أسس القرابة والمحسوبية فكم من مشاريع أوكلت لغير أهل الشأن وسلّمت فيما بعد لشركات تعمل مايحلو لها ويتم اعتماد التنفيذ لها مركزيا ودون رقيب أو حسيب غير اعتمادات مصروف الجيب وقيمة( حق القات ) التي كانت سائدة .. مامعنى أن نعاني اليوم من مشروع الكهرباء الغازية بوادي حضرموت الذي لم يمضي على تدشينه أكثر من ثلاثة أشهر وقد تعثر عند تدشين العمل به ؛ برغم ماسمعناه من القائمين على تنفيذه بأن بترومسيلة راعت عند التنفيذ أفضل المواصفات والمقاييس وجلبتها .. (لتنبطح) تلك المواصفات والمقاييس عند التدشين ولم تستطع الصمود بل لم تنتج المحطة السقف المحدد من الكهرباء الذي يصل إلى 75 ميجا بل وزد على ذلك خروج المحطة عن الخدمة بشكل شبه يومي هستيري نتيجة أعطال فنية وهي لاتزال جديدة وتحت التمرين مامعنى تدشين مشروع الغازية دون وجود وحدة تخزين وتسييل للغاز بل يتم الربط من رأس البئر النفطي إلى الأنبوب المغذي للمحركات لتنطفئ المحطة عند كل تحوّل أو تغيير في نسبة ضغط الغاز مامعنى أن يتم الربط للمحطة عبر كيبل يربطها بمحطة الجزيرة التي عانا الجميع من انطفائها الدائم حتى لو هبّت رياح بسيطة أو غاثنا الرحمن بطشوش خفيف. ولم يتم اعتماد خط ناقل يتمتع بأبسط مقياس أو معيار فني صحيح بعد ذلك هل من يوضح لنا لماذا تخرج وبإستمرار بقية المولدات بمنطقة قريو والجزيرة والغازية عن الخدمة بينما بقيت المحطة الأقدم والعجوز تعمل ؟ هل من سبب غير رداءة الكيبلات والمفاتيح واجهزة التحويل وبالتالي سوء إدارة وتنفيذ تلك المشاريع هذا غيض من فيض، برغم أني لست متخصصا ولو تحدث المختصون لكشفوا لنا الأسوأ #صالح-فرج الأحد8يوليو2018م