آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


هل خزن إبن بطوطة القات في عدن..؟!! (1)

الأربعاء - 25 يوليه 2018 - الساعة 02:28 م

بلال غلام حسين
بقلم: بلال غلام حسين - ارشيف الكاتب


معلومات نادرة أشارت إليها إحدى الكتابات القديمة المقتبسة عن الجزئية الخاصة لرحلة إبن بطوطة إلى عدن، والتي أسرد فيها قائلاً؛ "وبعد رحلة طويلة شاقة قطعت فيها البراري والقفار دخلت مدينة عدن، عن طريق أرض لحج وتوجهت إلى الشيخ الشاذلي حيث نزلت ضيفاً في دار هذا الصديق الذي سبق لي أن قابلته في مصر ... وقد رحب بي هذا الصديق ترحيباً إنساني من متاعب السفر وأدخل في نفسي الشعور بالظفر. وقد أقطعني الشيخ جناحاً من داره عكفت فيه على دراسة خرائط الهند والسند واستنسخت بعض الكتب والمخطوطات لتكون لي عوناً في أسفاري البعيدة ... وقد وجدت في هذا البلد كثيراً من معاجم البلدان وتصانيف الكلدان وذلك لما لهذا البلد من شهرة بحرية وأمجاد أثرية. وقد ألح على صديقي الشيخ الشاذلي أن أقابل بعض أصدقائه الذين يقضى معهم فترة الظهيرة في غرفة صغيرة يسمونها "المبرز". وقد تعرفت في مبرز الشيخ على كثير من الأصدقاء ... وهم يقضون أوقاتاً طويلة في المبرز تبدأ من بعد صلاة الظهر حتى صلاة العشاء وهم يمضغون عشباً أخضر يسمونه القات ويقولون أنه يعطيهم النشاط والقوة ... وقد ألح على الشيخ الشاذلي في تناول بعضه، وقد وجدت هذا النبات مرير المذاق أصابني بالدوار بعد أن تناولت أحد أغصانه .. وكان المجتمعون في كلام ومجادلات ومؤاخذات مستمرة تشتد وتحتد كلما زاد القوم من أكل تلك الأعشاب. وقد جال بخاطري استنتاج أن هذا المكان لابد أنه سمى مبرزاً لما يتم فيه من مبارزة الكلام ... وكان القوم يتكلمون في كل علم وفن بطريقة غريبة لم أسمع لها مثيلا من قبل في أي بلاد من بلاد الله ... فلا أحد يستشهد بكتاب أو حديث شريف ليدعم حجته ... وفي هذه المبارز يرحب كل واحد منهم بالآخر أكثر من أخيه فما يكاد يخرج أحدهم حتى يتبارى المجتمعون في نبش ماضيه ... واستقصاء باديه... وكنا نستمر على هذه الحال حتى ينفض مجلس السُمار فيذهب كل في سبيله وقد أنتشى رأسه وأصفر وجهه.... تقديم / بلال غلام حسين 23 يوليو 2018م