آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


مكوكية غريفييث

الجمعة - 27 يوليه 2018 - الساعة 10:33 م

صالح علي الدويل باراس
بقلم: صالح علي الدويل باراس - ارشيف الكاتب


من خلال شرحه لمسارات عمله في أول خطاب له بدا الرجل وأن مهمته ليست بصدد وضع حلا قريبا ، وأنه بصدد جمع آراء واستشارات أكثر منه يمتلك رؤية مسبقة للحل . ✅ لكن طريقة تعاطيه خلال الفترة الماضية ، إضافة الى ان بريطانيا هي التي تدير ملف أزمة اليمن مهما خلعوا عليه من حيادية اممية فهو ابن المؤسسة البريطانية وخادمها ؛ وهذا يعني أن غريفييث ليس بن عمر ولا خلفه اللذان كانت مهمتهما إدارة ازمة وليسا مفوضين بحل ، فالاول رعى الازمة حتى الانقلاب ، والثاني رعاها حتى اصبحت الحرب عبء على الدول التي أطلقتها!! ✅ غريفييث يمتلك رؤية ، إنما يريد توطئة مهمته بخلق ظروف ذاتية وموضوعية لقبولها ، وعندما نقول مفوض دولي لانقصد به مفوض للأمم المتحدة ومؤسساتها؛ فهي شكلية في منظور الحرب العالمية على الإرهاب وتفكيك الدول التي تصطلي بنارها. ✅ تلك الدول التي باسمها ولحماية مصلحتها وتنفيذ اجندتها تتحرك الأمم المتحدة ، كانت ترى أن الحوثي عند انقلابه شريكها الفعلي لمحاربة الإرهاب ، والإرهاب بمفهوم تلك الدول هو في مناطق وحواضن السنة !! ؛ ومن سير الحرب كان مطلوب أن يتحرك بخطين الاول : إلى عدن والثاني : إلى بلحاف في شبوة ثم يجند قوات لمحاربة الإرهاب وإخراجه من أبين التي طالما تنمطت بأنها ملاذ للمنظمات الارهابية !! وأيضا ارسال قوات لإخراج القاعدة من المكلا التي سلمتها القوات اليمنية بدون طلقة رصاص واحدة للقاعدة ، باتمام المهمتين يتم الاعتراف الغربي به شريكا فاعلا في حرب الإرهاب ومن ثم تتوافد عليه القوات الطائفية من العراق ولبنان وايران وتصبح مناطق الجنوب بدرجة أساسية مثل الفلوجة والموصل وحلب ...الخ ✅ جاءت عمليات التحالف وقلبت الطاولة ،وهذه العمليات أنقذت الجنوب بالذات مآل الموصل واخواتها . لكن تلك دول الغرب مرنة في استراتيجيتها ، ولديها بدائل متوسطة الأجل لاستيعاب أي فعل يؤثر على استراتيجيتها العامة وتدجينة لصالحها ، فاستوعبت عمليات التحالف لكنها سمحت لها بالوصول إلى نقطة لاتؤثر على ذلك الحليف الطائفي الشاب الذي لن تفرط فيه ، واستنزفت التحالف في هامشيات منعته من الوصول إلى مركز الانقلاب أو قطع شرايينه القاتل ، وكذا أما أنها باستشاراتها أو بعدم وجود استراتيجية للتحالف ، حالت دون التفات التحالف للمناطق المحررة التي دخلت في حالة من هشاشة أو انعدام الأمن وسوء الخدمات وغياب أي شكل مؤسسي للدولة وترك الحالة وكأنها صراع مليشيات ، وهذه المناطق هي المقصودة اصلا بانطلاق الحوثي وإدارة حرب الإرهاب فيها، فعمل الغرب من خلال مسمى الدعم اللوجستي للتحالف بجعله يغرق في وحل تلك المناطق ، فتتراكم الاخطاء للوصول اانفلات الامور وتتحول من حليف له إلى عدو أشد ضررا عليه من الحوثي!! ومؤشرات ذلك ليست خافية على احد اذا لم يتم تلافيها !! ✅ غريفييث جاء لا ليقسم الحلول بل لتقسيم الجغرافيا، فيخرج التحالف مهزوما وتكون حربه لتسوية الأرضية مجانا، وهو المحارب القوي المستند على شرعية مدعومة بقرارات دولية وينتصر الحوثي وهو الانقلابي المدان بموجب القرارات الدولية ذاتها. ✅غريفييث يسوق في مبادرته او معالجاته أنها بين طرفين تتساوى مسؤوليتهما أي طرف الشرعية المنقلب عليها والآخر الحوثي الطرف المنقلب . وقبول الشرعية والتحالف لهكذا تساوي يفقدها شرعيتها ويفقد التحالف شرعية التدخل والحرب، وهذا المهم ان تصبح حربهم عدوان !!!. ✅ طبعا كانت المقاومة الجنوبية هي المتحول الذي منع توصيف حرب الحوثي على الجنوب بأنها حرب على الإرهاب ، لكن مسارات الاستثمار السياسي للحرب في الجنوب جعلت الشرعية بعمقها الاخواني هو المستفيد ، ولذا فإن الرهان الجديد للاستراتيجية الغربية للحرب على الإرهاب ستكون بدايتها من عدن ثم تنتهي في مأرب ، وسيكون بترك الجناح الاخواني يحارب فيها بحوامل الشرعية اذا لم تجيد القراءة!! وطبعا عدن لن يسمح بسقوطها لهم ، لكنهم سياكلون الطعم هذه المرة استنادا لزيارة السفير الأمريكي لمارب؛ مع أن توصية السفراء ورطت صدام حسين!! وقد يخدعهم رفض الكونجرس بإدراجهم جماعة ارهابية ، فالمراد ان يظهر الاخوان في الصورة تماما مهما ارتدوا بقناع الشرعية ما يعطي الاستراتيجية الغربية الحق بتوصيف الحرب بأنها حرب بين طرفين دينيين ، ثم يأتي بعدها التصنيف الإرهابي ويصبح الحوثي شريكها الفعلي ، بعد أن يقدموا الشرعية ودول التحالف بأنهما فشلا في مهمة محاربة الإرهاب . ✅ قد ينخدع البعض بالنفط وأنه في المجال الاخواني وانه سيظل محايدا ، لكن كل النفط لايساوي نفط الكويت الذي اشتعل لمصلحة الاستثمارات الغربية!! ، عدا أن ملف النفط بحاجة إلى إعادة ترتيبات ، فالقوى التي كانت شريكة منذ 1994م لم تعد قادرة على الوفاء بالتزاماتها ، والحرب فرضت وتفرض معادلات وقوى جديدة ، والغرب لايعرف إلا طريقتين لأخذ الحقوق او التبرؤ منها : أما بالشراء والغرب لن يشتري!! ، أو بالحرب للتنصل من أية اتفاقات سابقة وهذه لن تكلفه شيئا فادواتها محلية . ✅ على الجنوبيين أن يعوا حقيقة أساسية ففي تقسيمات سايكس / بيكو عزلوا الثروة عن القوة البشرية ونجحت !!! ✅ جاه الله ، لا داعي للتعبئة المناطقية في عدن فالجميع خاسر !! صالح علي الدويل