آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 05:30 م

كتابات واقلام


إفلاس بترو مسيلة .. وضياع محطة 500 ميجا

الإثنين - 06 أغسطس 2018 - الساعة 11:08 م

احمد سعيد كرامة
بقلم: احمد سعيد كرامة - ارشيف الكاتب


كان أخر نقاش عقيم مع بعض الأصدقاء حول محطة الرئيس هادي ال 500 ميجا أو 262 ميجا التي وقعت مذكرة التفاهم غير الملزمة بين ممثل عن شركة جنرال إليكتريك الأمريكية المنفذة للمشروع كما يدعون وبين مدير عام شركة بترو مسيلة الممولة والضامنة لتنفيذ المشروع الحيوي , وكان التوقيع بحضور الرئيس هادي شخصيا بقصر معاشيق بعدن . كتبت حينها مقال نشر بمعظم الصحف والمواقع الكبرى في عدن وخارجها , وكان بعنوان : بترو مسيلة . . شركة نفط الرئيس , العنوان كان كافي لمعرفة من المسيطر على الشركة الحضرمية النفطية والتي تخضع مباشرة لرئاسة الجمهورية فقط , كانت مسرحية هزلية بمعنى الكلمة , فقد تم تجاوز رئاسة مجلس الوزراء ووزير الكهرباء وغيرها من الجهات ذات الاختصاص بالتوقيع على هكذا مشاريع , لا أحد يعلم كم قيمة المحطة الكهربائية ومدة تنفيذ المشروع وبنود المشروع وغيرها من الأمور الروتينية والمتعارف عليها بقطاع الكهرباء . اليوم يخرج علينا نائب مدير عام شركة بترو مسيلة بن نبهان بصاروخ باليستي ويقول الشركة أفلست , ونسبة الإنتاج سلبية ولا تستطيع الإيفاء بالتزاماتها حتى مع القرى ومناطق حضرموت المجاورة لموقع حقول بترو مسيلة , ناهيك عن عدم قدرة الشركة دفع رواتب موظفيها وعامليها , 40 ألف برميل أو الضعف من النفط الخام يستخرج ويصدر ويباع منذ 3 سنوات تقريبا وبصورة سرية وغير قانونية أي بدون إعلان عن مزادات البيع وغيرها من شروط بيع نفطنا الخام , ولا أحد يعلم غير أصحاب الشأن الرئاسي عن قيمة كل شحنة تباع ولمن تباع وأين يتم توريد عائدات النفط الخام الحضرمي من العملة الأجنبية , ولم نرى أي مردود مالي أو تحسن بمستوى الخدمات أو الاقتصاد حتى يومنا هذا . نرجع لموضوع محطة ال 500 ميجا , من الذي سيدفع قيمتها بعد إعلان إفلاس الشركة الممولة للمشروع وهي بترو مسيلة , وهل سنبحث عن ممول أخر , وهل ستستمر جنرال إليكتريك بتنفيذ المشروع بعد سماعها عن إفلاس بترو مسيلة , إفلاس الشركة ليس وليد اللحظة , فالرئاسة ومجلس الوزراء وكبار القادة والمسؤولين على علم مسبق بذلك , الجديد بالأمر أن بن نبهان هو القشة التي قسمت ظهر الشركة , ولقد فاض الكيل به وبجميع الموظفين والعاملين من جراء الاستنزاف المستمر من قبل الحكومة الشرعية اليمنية الفاسدة للمخزون النفطي الخام , دون إستقطاع مبالغ لصيانة وتحديث وتعميق آبار النفط أو الإهتمام بطواقم الشركة . أعتقد بأننا نعيش أسوأ حكم بأسوأ فترة مرة على اليمن ككل وعدن والجنوب خصوصا , لم نتوقع هذا التسيب والإهمال والفشل والفساد , ونهب المال العام بصورة ممنهجة ومنظمة كما يحصل بعهد الرئيس الشرعي هادي وحكومته . * كاتب ومحلل سياسي