آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 04:56 م

كتابات واقلام


أخلاقيات رجل الأمن!

الإثنين - 20 أغسطس 2018 - الساعة 02:53 ص

د. عيدروس نصر ناصر
بقلم: د. عيدروس نصر ناصر - ارشيف الكاتب


تتميز مهنة رجل الأمن بالكثير من الخصائص النابعة من طبيعة ارتباطها بالناس وحياتهم وشعورهم بالطمأنينة والسكينة والأمان. ومفردة "الأمن" آتية من الفعل "أمن" (بفتح الهمزة وكسر الميم وفتح النون) أي شعر بالأمان، ومنها تشتق عشرات المفردات من بينها أمن (بتشديد الميم) وائتمن، وآمن وتأمين وأمان وغيرها مما يدل على الطمأنينة والسكون. في البلدان ذات الحكومات المحترمة يكون رجل الأمن (ضابطا كان أو جنديا) بمثابة الخادم الذي يحرص على إشعارك بأنك في أمان، ويعمل على الحفاظ على أرواح الناس وسلامتهم وصيانة السلم الاجتماعي والتوازن المجتمعي. من الصعب مقارنة هذا الأمر في بلد كبلادنا مع أي من هذه البلدان لكنني أظن أن خطوات بسيطة يمكن اتخاذها لتجعل من رجل الأمن حارسا أمينا على أرواح الناس وسكينتهم وكرامتهم وإحساسهم بالطمأنينة. من الصفات التي يجب توفرها في العاملين في أجهزة الأمن (رجالا كانوا أو نساء) التواضع والإخلاص والترفع الأخلاقي والرقي في التخاطب وتقدير الفوارق الفردية بين الناس من حيث الثقافة والمعرفة والعمر والوضع الصحي والنفسي وغيرها من المتطلبات المهنية والأخلاقية والمعرفية. استمعت إلى الكثير من الشكاوي والتظلمات المتعلقة بسوء معاملة بعض رجال الأمن للمواطنين. . . . وقال لي أحد الزملاء العاملين في مهنة الطب (هذه المهنة النبيلة) أن زميلا له تعرض للطم والإهانة اللفظية على يد مسلح في أحد النقاط الأمنية وقص لي آخرون قصصا مشابهة عن تصرفات لا تنم إلا عن جهل وجهالة وعجرفة وغرور وسوء تهذيب وبدائية وكل ما لا صلة له بما يمثله رجل الأمن من مكانة وثقافة وتمدن وارتقاء أخلاقي ومهني وتربوي . وعندما تصدر هذه التصرفات من أفراد يدعون أنهم محسوبون على الثورة والمقاومة فإن الإهانة لا تقتصر على الضحية المباشرة بل أنها تمس الثورة والمقاومة والآمال والتطلعات والأحلام الجميلة التي يعلقها الناس على المستقبل الجديد الذي يفترض أن تنتجه الثورة والمقاومة. لا نطلب من رجال الأمن أن يكونوا ملائكة، لكن على قيادات الأجهزة الأمنية أن تقيم دورات تثقيفية متكررة لتعليم رجل الأمن أن سلطته لا تمنحه حق العجرفة والاستهتار والتطاول على الناس والتعرض لكرامتهم وجرح شعورهم تحت تهديد السلاح. ختاما: كنت شاهدا على لحظة مداهمة لمنزل اتهم ساكنوه من الشباب بالتورط بارتكاب جرم معين وسمعت الضابط وهو يخاطب أحدهم باحترام شديد، ويقول له : يا سيد فلان. ولم يقل له يا ابن ال. . . بل لم يستخدم رجال الأمن البندقية واكتفوا بهراواتهم وبعض قيود اليدين الاحتياطية التي يوضع أحدها في يد الجاني أو المتهم والآخر في يد الجندي. إلى القادة الأمنيين! ______________ علموا مرؤوسيكم كيف يكونوا مهذبين وهم يخاطبون مواطنيهم وكيف يتجنبون الإساءة إلى مشاعر الناس والتعرض لكراماتهم وإنسانيتهم، فحتى المجرم له كرامته وحقوقه التي ينبغي أن تحترم، فما بالنا بالأبرياء أوحتى المشتبه بهم مجرد اشتباه. والسلام ختام