آخر تحديث :الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - 04:23 م

كتابات واقلام


التحالف والفراغ الامني في الجنوب

الخميس - 06 سبتمبر 2018 - الساعة 03:58 م

علي محمد السليماني
بقلم: علي محمد السليماني - ارشيف الكاتب


تعد السيطرة على المياه الدافئة في سواحل الجنوب العربي حلم كبير للامبراطوريات القديمة والحديثة' ' وبعد رحيل بريطانيا عام1967 منه قامت فيه دولة راديكالية رغم بعض الاخطاء في عملها ومن اهمها تغيير اسم الجنوب العربي الى الجهوية اليمانية ' لكنها قامت بسد الفراغ الامني وقامت بواجباتها كدولة نحو شعبها ونحو جوارها فكانت حدودها مصانة وعصية على التهريب المحرم والمحلل وعصية على عصابات الارهاب داعش والقاعدة ومثلهما.. لاشك ان الاشقاء اليمنيون انتهزوا رغبة القيادات الجنوبية في الوحدة العربية وتم اعلان وحدة بين الدولتين عام1990م وفشلت هذه الوحدة او اعلانها ' وشن الشماليون- اليمنيون - حرب شاملة على الجنوب واحتلاله في 94م* *ومنذ ذلك التاريخ وشعب الجنوب يخوض نضالات متعددة لطرد الاحتلال واستقلال بلاده وقد اقترب من تحقيق هدفه في نهاية2014* *لكن القوى اليمنية قامت بحربها الثانية على الجنوب بدعم اقليمي وبعنوان الحوثي وعفاش في 19 مارس2015* *وهو العدوان الذي تصدى له شعب الجنوب بمالديه من قوة سلاح.. وتدخلت دول التحالف العربي بضرباتها الجوية في 26 مارس 2015* *واستبشر شعب الجنوب العربي خيرا في ادراك الاشقاء العرب لخطورة مايجري في الجهوية اليمانية على الأمن القومي العربي* *وتحقق النصر بدماء غزيرة لفلذات اكباد شعب الجنوب ودمار شامل للبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة ولكنها ترخص امام هدف شعب الجنوب في استعادة استقلاله وسيادته على ترابه الوطني وخط حدوده ماقبل عام90م وحقق النصر والانتصار على المشروع التوسعي في يوليو من نفس العام ' وهو نصر العرب الوحيد واليتيم الذي حققه العرب على المشروع الايراني في المنطقة 'ولكن مع الاسف دول التحالف العربي لاسباب مجهولة حرمت شعب الجنوب من لذة نصره وحرمت نفسها هي من طعمه بعد انتكاساتها في العراق ولبنان وسوريه وليبيا وجيرت هذا النصر للوجه الاخر للحوثية وايران المتمثل بالشرعية التي هربت ولم تشارك في التصدي للحرب على الجنوب وشعبه وهي قد عجزت سابقا عن سد الفراغ الامني في صنعاء وهاهي تعجز عن سده في الجنوب العربي و"تحمل" عجزها دول التحالف ' وستعجز كل المحاولات لتجاوز حقيقة الجنوب الجغرافيه والتاريخية والسياسية.. ومن الافضل للعرب واليمن نفسه عدم تشجيعه ليكون دولة احتلال لانه ببساطه لم يعرف الدولة منذ عام1962م.. ولن يسد الفراغ الامني غير شعب الجنوب ودولة الجنوب العربي الفيدرالية وفي ذلك خيرا للجميع بمافيهم شعب اليمن العربي الشقيق*