آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 12:00 ص

كتابات واقلام


ما كشف عنه جنيف (3)

الأربعاء - 12 سبتمبر 2018 - الساعة 10:09 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


ليست هذه المرة هي الأولى التي تقف فيها قيادات المليشيات الانقلابية الحوثية وراء افشال لقاء جنيف (3) التشاوري أو التباحثي، فقد سبق لهم أن افشلوا بتصرفاتهم الرعناء وغير المسؤولة كثيراً من المشاورات والمؤتمرات الدولية والعربية التي يجري عقدها بينهم وبين الحكومة الشرعية، والتي كان آخرها لقاء أو مؤتمر الكويت. كما انه لايمكن بالمقابل اعتار هذه المرة ايضا هي المرة الاولى والاخيرة التي يعمل فيها من يرعون مثل هذه القاءات في السعي خلف التماس اوهن واضعف الحجج لتبرءة ساحة الحوثيين. كما كان الحال في جنيف (3) عندما اعتبرت رسالة للمسؤول الاعلامي للمليشيات الحوثية كان قد بثها عبر حسابه على تويتر يعيد فيها عدم تمكن الوفد الحوثي - الذي تم الاعلان عن اسمائه عبر وسائل التواصل الاجتماعي- من السفر إلى عرقلة تمت من قبل الشرعية. وبرغم من عدم رسمية هذه الرسالة الا انها وبقدرة قادر كانت كافية لأن تكون سببا في الاتستحواذ على اهتمام الجميع دون استثناء، وفي مقدمتهم المبعوث الأممي (الثالث) المعني باطالة امد الحرب في اليمن!! الذي مع علمه واطلاعه على وفرة السبل والطرق المتاحة امام تنقل القيادات الحوثية بسلاسة وسهولة إلى بيروت (الضاحية الجنوبية) وعُمان وغيرها من العواصم العربية وغير العربية،متى ارادوا. الا انه بدى غير مكترث او مهتم بان يكلف نفسه مراعاة لشعور شعب يتطلع بفارغ الصبر الى الجهة التي يمثلها لتخرجه من حالة الانسحاق الواقع تحت وطئته طوال ثلاثة اعوام ونيف. بان يتوجه ولو من باب المجاملة بالوم او الانتقاد للقيادات الحوثية العصبوية الانقلابية على استمرار اختلاقهم للاعذار بقصد اعاقة وعرقلة اية جهود تهدف للوصول الى تسويات لاخراج المجتمع اليمني من النفق المظلم الذي كانت هي احد اسباب اركاسه فيه. فبدلا من ان يخرج المبعوث الاممي بتصريح يعرب فيه عن اسفه وادانته لمن كان وراء افشال لقاء جنيف {3]. نجده يخرج خروج من بيت امرا بليل. يثبت من خلاله براعته في تمرير المطولب منه،وهو الاجتهاد في التماس العذر لقيادة الميشيات الحوثية، مؤكدا لوسال الاعلام انه لابد من الاخذ بعين الاعتبار ذلك الادعاء{التويتري]غير الرسمي. مبينا ان ماحصل انما هو امر معتاد الحصول ولا ينبغي النظر اليه كمشكلة يبنى عليها اي موقف ما ، او اعتباره سببا من اسباب افشال القاء المزمع. ولذلك فانه لايجد حرجا من ان يعلن للجميع قرب موعد استئنافه البدء بفتلة جديدة له مواصلة لفتلاته السابقة والتي ستكون الى سلطنة عمان ومنها الى صنعاء.وربما توصل في فتلته الاخيرة هذه الى تحقيق انجاز هام وهو فتح مطار صنعاء امام الملاحة الدولية. متجاهلاً التطرق ولو من باب التدليس والمخاتلة إلى مايمثله اهتمام الحكومة الشرعية والتزامها بالحظور إلى هذا المؤتمر أو اللقاء التشاوري. الامرالذي يدلل بان تغافل وتلاعب كهذا من قبل المبعوث الأممي الثالث السيد (جريفيث) لم يكن الأول ولن يكون كما يبدو الأخير، وهو الحال نفسه مع قيادات المليشيات الحوثية الانقلابية الرامي الى الاستمرار في عرقلة أية مشاورات باعتبارها أداة من أدوات اطالة أمد الحرب والدمار وإفشال أي حلول منظورة لاقامة دولة يمنية قائمة على العدل والمساواة وسيادة القانون والقبول بالآخر. ولابد في معرض تناولنا هذا من عدم تناسي الاشارة الى مسالة محورية ظلت ومازالت تقف خلف مباركة استمرار تمكين المليشيات المذهبية العصبوية الحوثية من مواصل مشوارها المعيق والمدمر والمتخلف والمتمثل، وذلك من خلال مواصلة تعمد التحالف عدم التعجيل بحسم المواجهات على الجبهات. واستمرار امعانه في زرع العراقيل امام اية جهود وتوجهات لاعادة هذه العصابة الطائفية الموتورة الى صف الاجماع الوطني والالتحاق بمشروع استعادة المجتمع اليمني الواحد لجمهوريته وحريته واستاناف بنا دولته المدنية العادلة الحديثة.