آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 01:50 م

كتابات واقلام


اذا سبح القيطون

الخميس - 20 سبتمبر 2018 - الساعة 11:12 م

محمد الموس
بقلم: محمد الموس - ارشيف الكاتب


(إذا سبح القيطون هم (بزلة) فاحذر من القيطون حين يسبح). بيت الشعر لا يعرف قائله، والقيطون شيء تعددت معانيه، فقيل انه الثعلب وقيل انه طائر يلتهم اي شيء حتى بني جنسه، وقيل انه حارس الخزنة وفي تعريف اخر انه مخدع النوم، وبغض النظر عن التعريف الحقيقي للقيطون فقد رسخ في وجدان الناس انه شيء يحمل من الصفات غير الحميدة ما يجعله نذير شؤم وانه يتميز بقدرته على ان يخلق لدى الناس انطباع مغاير يلهيهم به عن طبيعته الحقيقية. بداية نقول ان من يقدمون خدمة يلمسها الناس لا يحتاجون الى (قياطين) تلهي الناس عن حقيقتهم مثلما يحتاجها من لا يعمل شيئا الا لنفسه ومحاسيبه. للحكومة الموقرة اكثر من قيطون، بين رسمي او مقاول بالقطعة، يسبحون بحمدها لكن الناس لا ترى من هذه الحكومة الا (الزلل) المتكرر في كل شيء، فحين يسبح اي قيطون حكومي تعقب تسبيحته كارثة، وتختزن الذاكرة الجمعية للناس ما يكفي من الشواهد. حين التحق رئيس الحكومة بمركب الشرعية وتولى رئاسة الحكومة في 4 ابريل 2016 هللت(قياطين) الحكومة بأن صيف ذلكم العام سيكون اول صيف بارد نعيشه بعد حرب تحرير عدن، ومن يومها لا شفنا صيف بارد ولا حتى شتاء بارد، بل انه كلما سبح (القيطون) الحكومي بدخول مولدات جديدة او وقود، تبعه تراجع في الخدمة لم يكن اخرها اعلان وصول مولدات جديدة بطاقة 120 ميجا، وتكرم الاشقاء في المملكة بتزويد المحطات بالوقود حتى عادت الخدمة الى المربع الاول (ثلاث ساعات لاصي وثلاث طافي). وحين سبح القيطون الحكومي وبشر بمعجزات (اللجنة الاقتصادية) _ لدى اخواننا في تعز مثل معاصر يقول (اذا تشتي تعجنها لجِّنها)_ حين بشر القيطون بهذه اللجنة ازداد الدولار ارتفاعا وفقد الريال مزيدا من قدرته الشرائية لتصبح 30% فقط(ماكنا نشتريه ب30 الف اصبحت قيمته مائة الف) وحتى فتات الزيادة في الاجور المقدرة ب30% لا نتوقع ان ترى النور قريبا. ودعونا نعرج على مسألة سبح لها (القيطون) الحكومي طويلا وهي (خدمة عدن نت) فقد تمخض جبل الحكومة وولد فأرا، فهذه الخدمة لا تناسب الا ذوي الرواتب الدولارية وليست في متناول عامة الناس كما هلل(القيطون). قياطين الحكومة، الرسمية والمستأجرة، لا تمل من التسبيح والتهليل بطريقة تزداد سماجة يوما عن ذي قبله، واصبحت تنحو باتجاه المماحكات والشخصنة ولغة المواخير وتبتعد تماما عن الموضوعية والتناول الناضج لقضايا المجتمع الحياتية. ولأن الشئ بالشئ يذكر فقد سألت احد الاصدقاء عن السر في شراسة الهجوم على قوى الاستقلال من زملاء كانوا يوما في مقدمة صفوف هذه القوى؟ فقال ضاحكا: (هؤلاء حديثي العهد بالولاء الحكومي لذلك يبالغون في اثبات ولائهم، تماما مثل حديثي العهد بالالتحاق بقوى الاستقلال) وبهذه الابتسامة الساخرة نختم.