آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 02:28 م

كتابات واقلام


عندما تغيب الرؤية يصعب اتخاذ القرار

الإثنين - 15 أكتوبر 2018 - الساعة 08:17 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


لقد خضنا منفردين كنقابة للمعلمين الجنوبيين تجربة قاسية في مواجهة الشلل والفشل الحكومي والصمت الشعبي والعجز الاجتماعي عن تحقيق المطالب وأعلنا إضرابا عاما وتوقفنا عن العملية التعليمية وتحملنا الانتقادات الشعبية وواجهنا اختيارنا القاسي بصمود وثبات وتمكنا من تنفيذ الإضراب في كل المدارس والثانويات في عموم محافظاتنا الجنوبية وكنا لسان الشعب الصامد الصابر على الأداء الفاشل للحكومة في ظل التدهور الكبير للمعيشة وصمدنا مدافعين عن حقوقنا أكثر من خمسين يوما ولم يؤثر توقف العملية التعليمية على موقف الحكومة الفاشلة التي امعنت في تجاهل مطالب المعلمين كتجاهلها لمطالب الشعب لقد كنا كنقابة منتظرين التضامن الشعبي والدعم الجماهيري المدافع عن حق الطالب بالتعليم لكن الدور السلبي والضعف العام والإحباط كان وراء تخلي الجميع عن الدفاع عن حقوق المعلمين ولقد أصبحنا مكشوفي الظهر مصدومين بجدار الخيبة والحسرة من استمرار الفشل والعجز معا ولم يكن أمامنا إلا الاعتراف بالأمر الواقع والتساوي مع الشعب فنحن منه وإليه ولسنا بأسوأ حال منه فصمته وصبره آلمنا كثيرا فهو يتجرع مرارات المعيشة ليل نهار فعذرا أيها المعلم لم نخذلك ولم نخيب آمالك ولم نتخلى عن مطالبنا ابدا لكننا بذلنا جهدا لم يبذل مثله في العالم وهددنا العملية التعليمية قرابة نصف الفصل الدراسي لكننا وقافون على المصلحة العليا للشعب عندما تهدده مظاهر الفشل الحكومي وليس أمامنا إلا إن نعلن العودة الى المدارس ولتسقط الحكومة الفاشلة التي لاتعطي للمعلم قدره ومكانته