آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 12:59 ص

كتابات واقلام


نختلف ولكن يجب ان نتفق

الإثنين - 29 أكتوبر 2018 - الساعة 11:31 م

د.علي محمد جارالله
بقلم: د.علي محمد جارالله - ارشيف الكاتب


يجب ان يكون هناك مؤتمر جنوبي شامل يحضره الجميع، و يتفق فيه الجميع على توحيد كلمتهم لمواجهة التحديات القادمة، و هذا لن يحدث إلا إذا اتفقت كل المكوّنات الجنوبية على الذهاب لإشهار "الصوت الجنوبي الواحد" الذي يمثل الجميع.
هذا "الصوت الجنوبي الواحد" هو المشروع السياسي الذي يتمناه أبناء الجنوب، و الذي ستُجمع فيه كل الرؤى الخاصة بالمكونات، و يتم بلورتها في بوثقة واحدة تمثل الجميع.
لهذا ارى ان على المجلس الإنتقالي ان يشرح لكل الفصائل التي سيقابلها و يتحاور معها هذا المبدأ، و هو تقارب الأفكار من أجل التحضير للمؤتمر الجنوبي الشامل.
يجب على الإنتقالي الاتفاق مع الفصائل الأخرى البدء في إجراء تشكيل "لجنة مستقلة"، و ان يكون أعضاء هذه اللجنة اشخاص مخلصين و لهم الخبرة العلمية و العملية في الشؤون السياسية و الإدارية و التنظيمية، و ان يكونوا مستقليين، و لا ينتمون لأي مكوّن سياسي، و مهمة هذه اللجنة تجميع كل الرؤى التي ستقدمها لها المكونات الجنوبية، و تبلورها في وثيقة واحدة تسمى "الصوت الجنوبي الواحد" لتقديمه للمؤتمر الجنوبي الشامل.
و من سيتخلف من المكونات عن تقديم رؤيته لهذه اللجنة، فهذا يعني انه مكوّن يغرد خارج السرب، و على اللجنة إعلام الشعب الجنوبي بمن يتخلف.
...
يتساءل البعض، و للجميع الحق في طرح هذا السؤال، و هو:
( هل وجود المجلس الانتقالي كأكبر مكوّن جنوبي يعتبر انه "الصوت الجنوبي الواحد" في الوضع الراهن؟)
و انا اقولها و بكل شفافية و أعتقد ان قيادة المجلس الانتقالي تتفق معي ان المجلس الانتقالي مكوّن جنوبي وُجِد لفترة إنتقالية أي لفترة محددة، يعمل في الساحة الجنوبية، و يساعد في تكوين "الصوت الجنوبي الواحد" الذي يمثل كل الشعب الجنوبي و من خلاله إشهار المكوّن الجنوبي الموحد من خلال مؤتمر جنوبي شامل، و كذلك لا ننكر ان الإنتقالي هو المكوّن الجنوبي الأكبر على الأرض.

على جميع المكونات الجنوبية دون استثناء التقرب من الناس، و من قضايا الناس، و لا تبحث عن مصالح آنية و مكاسب وقتية، و عليهم التقارب فيما بينهم في الطرح دون استعلاء او ارتفاع الخطاب او الغلظة به، لأن ذلك و العياذ بالله سيؤدي الى التشظي و الفشل.
ان الشعب الجنوبي في أشد الحاجة في هذا الوقت لايجاد مكوّن جنوبي لهم قوي في تأثيره، منطقي في طرحه، حريص في تلبية أحلام هذا الشعب المطحون، و الا فأن هذا الشعب الصابر سيلفظكم جميعاً.

الخلاصة:
ــــــــــــــــــ
لهذا فليتفق الجميع ان نختار لغة الحوار، لأنها الوسيلة الوحيدة التي ستوصلنا الى تحقيق هدفنا و هو الإنتصار لقضيتنا الجنوبية العادلة، لهذا يجب علينا إدارة إختلافاتنا إن وجدت بالتعقل و الحكمة.
لهذا من أجل إعداد المفاهيم و ايجاد خطاب سياسي جنوبي جديد على الجميع البدء بالتشاور مع المجلس الانتقالي الجنوبي من أجل الإعداد للمؤتمر الوطني الجنوبي الشامل، و العمل على تقديم كل الرؤى الى "اللجنة المستقلة" التي ذكرتها أعلاه من أجل بلورتها في وثيقة واحدة تمثل الجميع و تقدم رسمياً للمؤتمر لاحقاً.
و يمكنني ان اساعد في تشكيل هذه اللجنة المستقلة.
و الله المستعان دائماً

الدكتور علي محمد جارالله
28 أكتوبر 2018م