آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 07:13 م

كتابات واقلام


لندع أعمالنا تدل علينا

الأربعاء - 31 أكتوبر 2018 - الساعة 11:12 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


مع عودة دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك إلى أرض الوطن بمعية كامل أعضاء حكومته، لا نكون قد قطعنا المشوار الذي نتحفز لقطعه، وإنما ابتدأناه حاملين معنا الكثير من الأحلام والآمال فضلاً عن متاعب وآلام ومعاناة أحلام وآمال نتطلع إلى بلوغها والسير على دروبها، واحمال تنوء تحت وطأة اثقالها ظهورنا، نعدد الساعات والدقائق والثواني للبدء بالتخفيف منها ودفنها مع أول تخطينا عقبات الفرقة والتنافر وعدم الثقة. لتكن هذه العودة للحكومة بداية مرحلة لا نستبق فيها خوض معارك كلامية تقوم على المكايدات وتأجيج النعرات وإرباك المشهد لمقاصد ثانوية دونية قاصرة، وإنما للتسابق من أجل احداث فروقات حقيقية في العيش والمعاش، في الأمن والأمان، في الاستقرار والازدهار، فروقات تؤسس على الأرض وتمكث فيها، وذلك بالنظر إلى تقييم بعضنا من خلال ما يقدمونه ويجتهدون للعمل من أجله. فقد آن الوقت ان تقدم مصالح المجتمع ومطالبه في عيش مستقر آمن وكريم على مختلف المصالح الاخرى أياً كانت سياسية أو نفعية أو جهوية، فالمرحلة بحاجة إلى تكاتف الجميع وإلى تعاضدهم لكي نضمن الوصول إلى نتائج ومكاسب محققة ماكنة. ان الاتفاق على مبادئ تفعيل دور المؤسسات وتمكينها من ممارسة اعمالها والتوجه من أجل تعزيز دور ونشاط اجهزة القضاء والأمن وتفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة يقطع الطريق على أي تحجج في الابقاء على الفوضى وتفشي الفساد المالي والاداري والتلاعب بمقدرات الأرض والانسان. لقد عانينا الكثير ومازلنا بسبب تفشي الفوضى وانتشار الجريمة وحمل السلاح وغياب العمل المؤسسي والتجرؤ على حقوق وممتلكات وحريات الآخرين، ومن حقنا ان نستعيد ما فقدناه وافتقدناه من أجلنا وأجل الأجيال التي ستأتي من بعدنا. وكما أن على الحكومة بمختلف وزاراتها ان تثبت وجودها عبر ترسيخ وجودها وممارسة دورها المؤسسي الاداري اليومي، وأن لا تكتفي بوجودها الاسمي المجرد من أي دوام وأن تفرض نفسها انطلاقاً من القيام بمسؤولياتها، فإن على الشارع بكل تكويناته ومثقفيه وأكاديمييه ان يكونوا عامل ضغط وتحريض لقيام مثل هذا العمل المؤسسي الحكومي، وان يشكلوا حضوراً واعياً ومسؤولاً لبناء دولة وتأسيس مداميك متينة في مختلف الجوانب الحياتية الاقتصادية والتعليمية والخدمية والثقافية والمعيشية وذلك للنهوض بالمجتمع وانتشاله من حالة الضياع والتردي والفاقة والخوف التي تحيق به. لنكن مسؤولين من الحكومة ولتكن الحكومة مسؤولة منا، وليكن الفصل والحكم بيننا ما تقوم به الحكومة من اعمال على الأرض يثبت مصداقيتها وشعورها بالمسؤولية وما نقدمه بالمقابل من دعم وتأييد لكل عمل صائب مثمر تسعى الحكومة للإقدام عليه، ومن مكاشفة ونقد لأي أداء غير سوي ومخل تقع فيه.