آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 10:32 م

كتابات واقلام


لماذا ولصالح من؟!!

الأحد - 04 نوفمبر 2018 - الساعة 11:01 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


لا اعتقد باننا سنصادف يوماً من يتبجح بالاستخفاف بنا ويتمادى في امتهان عقولنا ولا يبدي احتراماً لآدميتنا، أكثر من ذلكم النفر من المحسوبين علينا كمسؤولين وقادة أمنيين وقائمين بالقسط، الذين يواصلون الظهور علينا عقب كل عملية قتل أو سلب أو اغتصاب أو نهب مسلح مرددين نفس العبارات والجمل الرنانة التي تتوعد الجناة بالملاحقة وإنزال العقوبة بهم والمنصوص عليها شرعاً وقانوناً.
وما ان يكمل تصريحه أمام كاميرات الصحف والقنوات ومايكروفونات الاذاعات حتى ينحشر في جوف عربة مصفحة يتبعها ويتقدمها رتل من الأطقم والجنود المدججين بالسلاح وسط شوارع وتقاطعات تزدحم ببشر مختلفة الوانهم وسحناتهم يتمنطقون السلاح ويتأبطون القنابل مشاركين الناس من رجال ونساء وأطفال الطريق وأماكن الوقوف وباصات الأجرة ويتزاحمون معهم في اختلافهم على الأسواق والمقاهي والأماكن العامة من حدائق وشواطئ .. الخ، دون ان يعترض طريقهم أو يتحقق من هويتهم أحد.
ومع هذا كله يكون علينا نحن الموظفين وأرباب الأسر والعمال والسائرين على الطريق القويم ان نواصل تلقي هذه الاستفزازات والتهديدات والتعرض لأي مخالفات ضد النظم والقوانين والتشريعات وجملة القيم والاخلاقيات مع ووسط ذلك الخروج المتقارب والمتتابع للمسؤولين الأمنيين والمدنيين، الذين تستمع منهم لمثل تلك التصريحات التي غالباً ما يكون وقعها على اسماعنا وأرواحنا أشد من عمليات الاغتيالات والتصفيات والتعديات التي تطال كل شيء وأي شيء في حياتنا اليومية.
تصريحات لا تدين حمل السلاح ولا تعمل على مصادرته ولا تلقي القبض على من يحمله أو يستخدمه، لا بل انها تسمح وتتغاضى وتجيز لهم التحرك أمامهم وبينهم ومن حولهم وكأن الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد.
تصريحات تستنكر النتائج وتتغاضى عن الأسباب والمناكر.
تصريحات لا تَسأل ولا تُسأل لماذا رجل المرور لا يستطيع ان يرفع عينه على مسرع مخالف؟!
ولماذا يظل المواطن على أعصابه منذ أن يخرج من بيته حتى يعود إليه؟،
ولماذا يقيم الدنيا ولا يقعدها إذا نسي أحد أفراد أسرته اغلاق الباب خلفه؟!
لماذا لا يستطيع جندي أو ضابط في قسم شرطة أن يتحرك إلى محل شجار أو إطلاق نار في المدينة أو الحي الذي هو فيه؟!
ولماذا لا يشعر بالخوف مواطن مدني يتجول بالسلاح طوال اليوم في الأسواق والمقاهي والشوارع؟!
وما السر الذي يمنع وزارة الداخلية وإدارة الأمن حتى الآن من تطبيق القانون في منع تمنطق وحيازة السلاح حفاظا على حياة وأملاك واعراض الناس؟!