آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 12:23 ص

كتابات واقلام


مشاورات السويد .. ماذا لو شارك الإنتقالي فيها

الأربعاء - 12 ديسمبر 2018 - الساعة 04:43 م

احمد سعيد كرامة
بقلم: احمد سعيد كرامة - ارشيف الكاتب


رب ضارة نافعة , سؤال يحتاج إلى صمت وتفكير عميق وتأمل وروية , سوال للمتعجلين لكي يأخذوا درس سياسي بليغ من فشل مشاورات السويد والتي سبقتها , سؤال لمن بيده القوة والأرض ولازال تنتابه الكوابيس من الغزوا الشمالي الوهمي , سؤال بألف سؤال ولا يحتاج إلا لإجابة واحدة فقط .

لو شارك الإنتقالي بمشاورات السويد لخسر كثيرآ من شعبيته ومكانته المحلية والإقليمية والدولية , ولاصبح عبارة عن شاهد ماشفش حاجة , تاريخ المشاورات السياسية والمفاوضات واللقاءات الأممية حافل بالفشل الذريع على المستوى العالمي , من ليبيا وحتى سوريا وأفغانستان وصولا لليمن وغيرها من الحروب والأزمات في العالم .

الأمم المتحدة ما يعنيها هو خدمة مصالح الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي والدول الصناعية الكبرى , وإذا توصلت إلى هذه الحقيقة وهذه القناعة ستعرف كيف ستتعامل معها وبطريقتك الخاصة للوصول لهدفك وبمجهود أممي هذه المرة .

كتبت مقال منشور بمعظم الصحف والمواقع قبل يومين من مشاورات السويد بعنوان :

السويد .. لنقل الجرحى وإطلاق الأسرى .
أعترف بأن سقف توقعي كان مرتفع قليلا هو الآخر , فحتى ملف الأسرى تم التلاعب به هو أيضآ , ولم يتم الإفراج حتى عن دفعة رمزية كعربون للثقة ولحفظ ماء وجه شرعية الذل والهوان , أخرج الحوثي جرحاه بطائرة خاصة إلى مسقط مع من يحب أن يخرجهم من صنعاء من الإيرانيين والعراقيين وحزب الله اللبناني , وأتحدى الشرعية أن تمتلك كشف بإسماء جرحى مليشيات الحوثي الذين تم إخلائهم .

بتوافق شرعي حوثي تم الالتفاف على أبرز القضايا التي كانت مطروحة للنقاش وإيجاد الحلول لها , لم يناقش موضوع تسليم ميناء الحديدة والمدينة , ولم تتطرق المشاورات لوقف الحرب والشروع بالعملية السياسية وتقاسم السلطة بين طرفي المشاورات , طرفي المشاورات كان لهم تنسيق ثنائي سري توافقوا عليه , لان تلك القضايا إذا تم التوافق عليها وحلها ستكون بداية نهاية المليشيات الحوثية الإنقلابية والشرعية المهترئة اليمنية .

صار ملف تبادل الأسرى هو الملف الرئيس لمشاورات السويد , وشكلت لجان وآليه ودعم لوجيستي من منظمة الصليب الأحمر الدولي من أجل نجاح تلك المسرحية الهزلية .

على التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية دعم مشروع القرار البريطاني المعدل والذي ينص في أهم بنوده بهدنة طويلة ووقف جميع العمليات العسكرية حتى الوصول للحل النهائي الذي سيفضي إلى سلام دائم في اليمن , وآن الآوان ليتوقف الاستنزاف الشرعي والحوثي لدول التحالف وإبتزازها بصورة مقرفة , وإلا على السعودية ترك الملف اليمني لغيرها لكي ينهيه بسرعة .

لم ولن تمارس الشرعية اليمنية أي نوع من أنواع الضغط السياسي أو حتى الدبلوماسي على مليشيات الحوثي , بل العكس رأينا تطور ملحوظ من قبل الوفد الشرعي من خلال حميمية العلاقات فيما بين الوفدين , وصور وزير الثقافة مروان دماج وغيره كانت صادمة للمقاومة ولكل أسرة شهيد وجريح ومعتقل .

من منظور سياسي بحث أتمنى أن يعدل المجلس الإنتقالي الجنوبي عن قبول أي دعوة لحضور مشاورات أو مباحثات أو مفاوضات قادمة , نحن مع إحلال السلام في اليمن وداعميه بقوة , ولن نكون سببا بعرقلته مطلقا , حتى تنتهي الحرب وتضع أوزارها وتتفق الشرعية الإنقلابيين على حكومتهم التوافقية القادمة .

سيبدأ تدشين مشروعنا الجنوبي وتنفيذه من أول يوم لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الشرعية التوافقية , يجب أن لا نخدم الأعداء بسذاجتنا من التهويل غير المبرر بقوة الشمال وضعف الجنوب , لم يعد جنوب اليوم ضعيفا مثل جنوب الأمس , ولم يعد شمال اليوم قويا كشمال الأمس , وهذه سنة الله في هذا الكون .

علينا بناء جيشنا الوطني بطريقة علمية حديثة وتأهيل كوادرنا المدنية , وعلينا دعم أي حكومة شرعية تبتعد عن المناكفات المؤامرات التي كادت أن تفضي للاقتتال الجنوبي جنوبي في عدن وغيرها من المناطق الجنوبية , حتى الحرس الرئاسي وشرفاء أبين وقبائلها وجميع القوات الموجودة على الأرض الجنوبية تواقة لاسترداد وطنها وفك الإرتباط , تداخلت المناطقية والعصبية والشللية حتى أفرزت واقع لا يعبر عن الواقع الجنوبي وتطلعات الشعب .

سنقف مع الحكومة الشرعية من أجل تنفيذ مشاريع البنية التحتية المتهالكة وإعمار ما دمرته الحرب ومن أجل الأمن والإستقرار وعودة البعثات الدبلوماسية وغيرها إلى العاصمة عدن .

وستذهب الحكومة الشرعية اليمنية مثلما ذهبت بريطانيا ومليشيات عفاش والحوثي , وسنبقى هنا نحن الرابح الوحيد والأكبر من نهاية الحرب اليمنية وأزماتها .