آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 09:52 ص

كتابات واقلام


أهذا يبني وطن غدا

الخميس - 13 ديسمبر 2018 - الساعة 11:55 ص

علي سالم اليزيدي
بقلم: علي سالم اليزيدي - ارشيف الكاتب


قال لي ذات يوم الدكتور صالح باصرة رحمه الله كنا نرسل دفعات طلاب الي بلدان لغتها لا تغادر حدودها, وحين يعود المتخرج ولا معه كلمة انجليزي رغم السنوات الطوال هناك.

دار في ذهني هذا امام ظاهرة الورش التي انتشرت بشكل واسع في بيروت وتونس والمانيا واثيوبيا والاردن ومصر الخ لشباب وسياسيين في مواضيع شتئ البتة لاتسمن ولا تغني من جوع وكل من ذهب غاب في الرمال المتحركة ولا تعني لاصحابها شئ ولا تطول ولا تقصر هي سياحة لمنظمات اجنبية لها هدف في طرح افكار وربط رقاب لاغير ,وهي وان كنا ممزقين اليوم وفرحين بالسفر والبضع دولارات ,هي مجرد اختراقات لجدار الوطنية والهوية والدين والنفسية المحلية فقط, من يذهب ولاكلمة انجليزي او فرنسي في قشقشته بجد ولايعرف يكلم هندي اوسنغالي مثل مايتكلمون هم ,ولاحاجة واول مايوصل لبيته يكب الملازم الملونة في المطبخ للأكل .

هي ضبابية ومثل طائرات الورق للعب ولاتعني لا استقلال جنوب ولا تصدير نفط ولاتصدير مالح ولخم ,نفهم هذا بواقعية وتحت اي شعار تتم وحدود كل مشارك حصل له سفرة من وكلاء هذه المنظمات المنتقين بعناية استخبارية وطرحوا عليه العين من منظمات خبرتها في استعباد الشعوب عميقة..

الاسوأ في هذا كله لو فرضنا ان بعضنا ممن حصل على جلسة في عاصمة ذات ورشة برعاية غربية فهم شوية , ان من يديروا هذه الحلقات والترحيلات عيال اولاد صغار لم تكتمل عنده الخبرة ولاثقافة اكاديمية ولاسياسية ابدا ,من المقهاية ومعه بشكة ورحلات والقاب ثم ترمئ لهم هذه المهمات ودفعة عبودي سافرت درسدن ودفعة حمودي جات من لبنان ,وصحاب ورشة الحكم الضائع لااديس بابا ,و شباب الغد الئ فرانكفورت ,وهكذا , اولاد يديرون مسلسل كبير لاتاريخ ولاتعرف حتئ اهله منهم ولايعرف لايتكلم لاانجليزي ولافرنسي ولاصومالي حتئ ,ابدا كردم بردم ,ناهيك عن العربية التي يسدحها بخيبة نطق ودراسة اما نص خمدة او نط,نط وشهادة هات وحط ,ورايح جاي ودفعات هات الجواز قال التذكرة جاهزة ,وحين تنظر الئ هؤلاء الصبية واذرعهم الممتدة من جلسة الشيشة الئ جادة باريس تحتار ,حقا تحتار ,يعني استاذ جامعة متمكن ولغة وسنوات ولادحق حتئ جبوتي ,ومؤرخ او باحث سياسي وجدارة وبلاغة مادخل ورشة فقط سافر الاردن للعلاج ,وصادف ان التقي مجموعة الاولاد او كما قال -مانديلا - البافانا بافنا, لاتحسدهم اذا نضج العقل لديك ,بل تحاول ان تربط وتشرح وهات ياشرحي لنفسي ولغيري ماهذولا من اين قفزوا علئ رقاب كل المجتمع ,وفتحت لهم سفارات واقامات وعلاقات دول عظمي وشبه عظمي وجعلتهم قادة قطيرة بعد قطيرة الئ عواصم وبلاد بعيدة ,هي الغرابة ولنقل انها الفجيعة القادمة فينا من ان يصبح من لم يبلغ الرشد وسن الفطام بعد يدير مكتب تسفير هت جوازك ,وملي الاستمارة ,باوديك تونس والله ياالدحمي انت عند الفرنسيات يابختك ياوليد ,وآلو قل صاحبك بسرعة يجي من جدة بانطلع ورشة مرة للمغرب هناك الرعشات خله ينزل بانعارضه في المنفذ,هذا هي الانتكاسة صرنا بلا وطنية ونوزع عواصم الغرب بدلا عن عاصمة لثقافتنا ووعينا وتاريخنا وبيع من عادهم سقل ,اهذا يبني وطن غدا من وريقات الورش والرش والكش,حسبي وعجبي الئ اين ...!
- علي سالم اليزيدي -